الناشطون «البيتهوفينيون» يعرفون الحرية ولا يمارسونها.. ذعار الرشيدي متعجباً
زاوية الكتابكتب سبتمبر 17, 2012, 11:24 م 477 مشاهدات 0
الأنباء
الحرف 29 / 'نبذ الكراهية' وبيتهوفن
ذعار الرشيدي
لا أعرف عن العبقري بيتهوفن سوى ما تعلمناه في المدرسة، وانه قام بتأليف آخر سيمفونياته وهو أصم، وان إحدى سيمفونياته دائما ما تتكرر مقاطع منها في بعض الأفلام والبرامج العربية. ولست ملاما على قصر فهمي ككويتي على هذا المعلومات البسيطة التي اعرفها عنه والمشكوك بأمر صحتها. فليس في بلدي أوركسترا أو حتى مقر للأوركسترا ولا في مناهجنا التعليمية موسيقى أكثر من «تا فا تي في تا»، والتي حتى اللحظة لا أعرف فيم أو لم أو متى تستخدم.
وللأسف بعض الناشطين يتعامل مع السياسة كما أتعامل مع فهمي لعبقريات بيتهوفن! الناشطون الذين أتحدث عنهم يعرفون الديموقراطية ويدعون لها وينادون لها ولكنهم لا يمارسونها، فلا رأي سوى رأيهم، وكلهم من فرقة «الناجون من نار الفساد» وما عداهم هم فاسدون مفسدون خونة.
أولئك الناشطون «البيتهوفينيون» يعرفون الحرية وينادون بها بل يطالبون بها، ويعتبرون أن حدودها السماء، ولكنهم لا يمارسونها إلا عبر ألسنتهم، فمن تعريف الحرية بالنسبة لهم أنهم وحدهم «يلعلعون» و«يشتمون» ويدعون لقطع ألسنة الآخرين، وحدهم الأحرار وما عداهم عبيد لا يحق لهم الحديث إلا بإذن أسيادهم، هكذا يفهمون الحرية ولكنهم لا يجيدون ممارستها.
أمس الأول شهدت ساحة الإرادة توقيع إعلان نبذ خطاب الكراهية، وهو برأيي وإن كان جهدا شبابيا بفكرته، إلا أنه أفضل حدث شهدته ساحة الإرادة منذ أشهر.
ساحة الإرادة ليست مكانا للاعتصام ضد الحكومة أو السلطة، بل مكان ننتصر فيه لوطننا فقط، وعندما تتحول إلى مكان للانطلاق للهجوم على الحكومة فقط أو السلطة فهي تفقد قيمتها الحقيقية، ليس هذا فقط بل تفقد جزءا من قيمتها الرمزية، فساحة الإرادة مكان للانتصار للوطن، وليس انتصارا لأحد بعينه أو ضد أحد بعينه.
سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر العام الماضي، خرجنا إلى «الإرادة» لننتصر لبلدنا، فآتى خروجنا أكله، أما أن تقترب «الإرادة» من الخروج الشخصاني فهو ما لا نرحب به ولا نريده لا لنا ولا لبلدنا ولا للمعارضة التي نحترمها ونقدرها ونجلّها،
على المعارضة أن تعود إلى الواقعية، وإلا فإنها ستخسر كثيرا، وخسارتها هي خسارتنا جميعا.
تعليقات