محمد الدوسري يتمنى سماع فتاوى للمواطنين العاديين الفقراء!!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 20, 2012, 11:31 م 771 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / بو حميد وفتوى للفقراء
محمد مساعد الدوسري
فتاوى عديدة صدرت من شيوخ دين تحرّم الذهاب لساحة الإرادة، وسبقها فتاوى حرّمت إسقاط القروض، وأخرى حرمت الصلاة على أرض مملوكة للدولة بمناسبة هدم المنشآت المخالفة لقانون الدولة، ورغم أنني مسلم مؤمن بالله وبتعاليم ديننا الإسلامي، ورغم يقيني بصحة بعض هذه الفتاوى، مع وجود آراء متعددة في مسألة الاعتصام والتجمع في ساحة الإرادة، إلا أن هذا لا يشغلني حقيقة كما يشغلني أمر آخر أتمنى توجيه الأنظار حوله! أتمنى سماع فتاوى للمواطنين العاديين الفقراء، أي تلك التي تدافع عن حقوقهم ومصالحهم وآدميتهم المنتهكة، وهذا الأمر لم أجده في الكثير من الحالات التي تعرّض فيها مجموعة مواطنين أو حتى مواطن واحد للظلم والقهر والتعسف، فإذا كنا مسلمين، فإن حق المسلم أعظم وأعلى من حق الجهات الحكومية التي تستطيع حماية نفسها، بينما يعجز الفرد أمام السلطة التي لا تسمح له في بعض الأحيان أن يدافع عن نفسه، أو تتعسف معه في تطبيق القانون.
أين هي تلك الفتاوى من تعسف الدولة في تطبيق القانون كما يحصل مع الشاب عبدالعزيز بوحيمد؟!، وهل يرضى شيوخ الدين أن تقوم وزارة الداخلية بحجز حرية مواطن لمجرد اتهامه بجنحة لا تتضمن أي حق لها باحتجازه في السجن المركزي لعشرة أيام؟!، أين تلك الفتاوى من تطبيق عقوبة للمرة الثانية على بادي الدوسري، في مخالفة لقواعد قانونية يعرفها الجاهل في القانون، على ذات التهمة التي نفذ الدوسري عقوبته بناء عليها؟! فإذا كانت الفتاوى تسعى لتبيان الدين الصحيح لنا كمسلمين، فهل تعسف الدولة في حجز حريات أبنائنا والتلاعب في تطبيق العقوبات على مواطنين مرتين متتاليتين، أقول هل هذا من الدين في شيء؟، ولماذا لا تُصدر فتوى بهذا الصدد؟!، أم أن الأمر لا يهم بعض متصدري الفتاوى الذين خاصموا الناس من أجل الحكومة وتناسوا حقوق المسلمين؟.
ديننا عظيم بعظمة من فرضه علينا من السماء، وعظمة نبينا الذي أرسله الله لنا لإقامة العدل وإنهاء الظلم والاستبداد والقهر، ومن يسخّر الفتاوى لسلطة أو لأشخاص، ومن يترك فتاواه تُستغل من قبل الإعلام الفاسد الذي ينشرها، ويترك أي فتوى تصب لصالح المواطن، يجب عليه أن يجد له حلا في ذلك حتى تتوازن الكفة، ومن يُغرق الناس بفتاوى تخدم الحكومات ويتجاهل حقوق الأفراد، ستهتز به ثقة الناس مستقبلا، فالطبيعي أن يرفع العلماء راية العدل والمساواة بين المسلمين في وطن واحد، وأن يتحركوا لضمان حقوق الناس وحرياتهم كما أعطاها لهم الله، وليست منة من أحد ليسلبها منهم، وعليهم أن يكافحوا هذا الجور حتى يؤمن الناس بصدق نواياهم.
تعليقات