نصرة الرسول بالأخذ بما فعله من سنة لا بانتهاك وصاياه.. برأى خالد طعمة

الراي

الكلام المقتضب  /  هل هذه هي النصرة؟

خالد طعمة

 

وصلني عبر البريد الإلكتروني ملف بعنوان الفيلم المسيء إلى نبينا ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الحقيقة من اللقطات الأولى لم يستهوني حيث لاحظت رداءة التصوير و ضعف أداء الممثلين أو المؤدين إن صح وصفهم، ولم أستطع إكماله بل بأخذ لقطات سريعة بينت لي بأن الجهة الممولة للفيلم أرادت الإساءة لأهداف معينة في نفوسهم.
وما جاء من هذا العرض المرئي وليس الفيلم، لأنه لو عرض وقيم على المعنيين فإنهم لن يصنفوه من ضمن الأفلام لكونه لا يتعدى وصف مادة مرئية وأضيفوا عليها لفظة سيئة.
وبكل أمانة دخل في قلبي بعض السرور من مشاهدة الناس وهي تهتف في نصرة قائد الأمة محمد صلى الله عليه وسلم بل وبيانات الشجب والاستنكار كانت جميلة، إلا إنني اليوم أود أن أسجل اعتراضي على طريقة حصر النصرة وصنع قالب واضح لها ومعلوم وكأنها مجرد لوحة أو خبر أو مادة إعلامية موقتة المدة ومحصورة بمكان معين على الوسيلة الاعلامية حتى تأتي مادة اخرى كي تشغل مكانها، إن النصرة الحقيقية تكون بالتعبير عن الحب نعم الحب وما يخلفه من مشاعر وأحاسيس تبين لنا ولغيرنا مدى حملنا للحب في القلب حتى يترجمه العقل بالعمل، إذا توفي شخص نحبه ونعتبره قدوة لنا فإننا لا يمكن أبداً أن نرضى بالإساءة له، فهل مجرد هذا الفعل كاف؟ لأجل التعبير عن مدى حبنا للحبيب! فإذا ما كان لديك أب وتوفي وله من الأخلاق والأفعال الحميدة فإنك بالطبع لن ترضى بأن يمس سمعته أحد، ومن باب أولى أيضاً ألا تترك أخلاقه وأفعاله بل ستقوم بها وسوف تلتزم بأوامره ونواهيه ونصائحه وتحفظ علاقاته وما خلفها من أصدقاء وأحباب وأن تحافظ على الموروثات الأخرى، هنا نكون معبرين للحبيب الذي في قلوبنا عن مدى حبنا له، أي أن الاحترام والتقدير ليسا بالوسيلتين الوحيدتين لأجل التعبير عن النصرة، فالنصرة تكون بالأخذ بما فعله رسولنا من سنة نبوية جميلة، فنجتنب الحرام فلا نكذب ونمارس الصدق ولانرضى بالكبر ونقبل بالتواضع ونحترم بعضنا البعض ونحرم الربا وننشر قيمه وسنته ونحترم أصحابه وأهله ونسير على هديه ونختطي بخطواته لا أن (ننتهك) وصاياه بإباحة الحرام والانغماس بالرذيلة ثم نناد بنصرته، هل أخذنا بسنته؟ أم هل أخذنا بوصاياه؟ هل سرنا إلى ما سار إليه؟ بالله عليكم أيهما أفضل الانتصار له في كل وقت أم بمسيرة موقتة محددة ومعلومة الزمان؟