قانون العشيرة اثبت انه اقوى الف مرة من قانون الدولة، بعد أن انتهت بسلام انتخابات الافخاذ والبطون، حسن العيسى يرى أن نجاح الفرعيات أنهى مشروع الدولة الامة

زاوية الكتاب

كتب 664 مشاهدات 0


 

 

انتصار القبيلة 
  انتصرت القبيلة على الدولة، ودهس حكم القانون بعجلات الاعراف القبلية، فقد انتهت بسلام انتخابات الافخاذ والبطون بين مواطني القبيلة في دائرة او دائرتين، والبقية على دروب الدولة العشيرة قادمة وامورها ستكون سالكة، ومع كل التقدير لصولات وجولات اجهزة الامن بوزارة الداخلية، لكن قانون العشيرة اثبت انه اقوى الف مرة من قانون الدولة، وحدثت «الزيارات» الحربية لمواقع القبيلة لمنع الانتخابات القبلية التي قوامها رابطة الدم والعصبية الجاهلية التى نهى عنها الاسلام، ولكن رغم ذلك لم يتردد امراء الاحزاب الدينية في مباركتها وقطف ثمار نتائجها، حدثت تلك الزيارات الامنية بعد ان طارت الطيور بأرزاقها، وانتهت الفرعيات واعلنت اسماء الفائزين وزفوا معها اخبار نهاية مشروع الدولة الامة وهي تلفظ انفاسها الاخيرة.
رافقت كل اعاصير السرايات التي تمر بها البلاد احاديث واشاعات تجري معها عن مؤامرات وتدابير خطط لها بعض الشيوخ ضد رئيس الوزراء لانجاح الفرعيات وغل يده وقبر أي حلم لديه في الاصلاح، مهما تواضعت تلك الاحلام، وكانت هناك إشاعات وما اكثر الإشاعات التي قد تكون حقائق اكيدة في الدولة التي تهن وتغيب عنها المؤسسات القانونية او التي ابتلعت في جوف العائلة والشلة والعشيرة والطائفة.. إشاعات تقول ان المواقع التي حدثت في الايام الاخيرة لم تكن سوى مسرحية، يراد بها اظهار هيبة الدولة على خشبة المسرح الكويتي، وخلف الستار كان المخرجون الحقيقيون يعدون النصوص والسيناريوهات لمسرحية الفرعيات الحقيقية، مخرجون من اهل النفوذ والسلطة كما سبق ان قلنا، مخرجون من طراز «مكبث» في تراجيديا شكسبير، لهم عرافاتهم ومعارفهم ووعودهم بسهم اكبر في السلطة والانفراد بالحكم وبيع كل وعود الانفتاح والتنمية الحقيقية في اسواق السكراب. ماذا يجري اليوم، وماذا يخطط الـ «مكابث» للغد؟ لا نعلم، فلديهم السلطة ولديهم اموال الدولة، وعندهم في النهاية كل جيوش الموظفين التي تنتظر راتبا نهاية الشهر زائد «صدقة» بالزيادة، لنحمد الله على هذه النعمة، فقد نفخوا بطون الصغار، وملأوا كروش الكبار، فليكن لهم القول الاخير في امور العباد ولتسر الدولة على البركة والحمد لله...!

حسن العيسى

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك