هل مشكلات المرأة الكويتية دينية أم اجتماعية أم سياسية؟.. ناصر بهبهاني متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1857 مشاهدات 0


الأنباء

نوافذ  /  الجاني الخفي

د. ناصر بهبهاني

 

هل المشاكل التي تواجه المرأة في الكويت دينية أم اجتماعية أم سياسية؟.. باعتقادي الخاص، وحسب تحليل أولي للمعطيات في الواقع الكويتي، أقول بأن المشكلة هي أبدا ليست دينية إلا ما ندر، وبذلك فهي تكون اجتماعية وسياسية، ويبرز هذا السؤال، اليوم بمناسبة إثارة موضوع المرأة القاضية. وكي لا يكون الكلام نظريا، سأورد بعض الرؤى الخاصة:

دينيا، لا يمكن لأحد أن يدعي وجود نصوص ثابتة عن بعض الحالات المستجدة، لذلك ظهر القياس والاجتهاد، وهذان بابان يحتملان الكثير من التأويلات، فمثلا بينما كان الإسلاميون في الكويت يحرمون دخول المرأة إلى مجلس الأمة قبل أعوام قليلة، كان الإخوان المسلمون في مصر قد رشحوا امرأة لدخول المجلس. وبينما لايزال عندنا اعتراض ديني على دخول المرأة سلك القضاء، فإن العديد من الدول الإسلامية يوجد فيها نساء قاضيات. إذن هناك بعض المرونة في هذه الجوانب، ولكن للأسف ان بعض الإسلاميين في الكويت لا يأخذون اليسر بقدر ما يفضلون العسر.

الأمر الآخر الذي يشير إلى ان المسألة ليست دائما دينية، هو وقوف عدد كبير من الناس في وجه وصول المرأة إلى مراكز متقدمة، لأسباب اجتماعية، أي لوجود عقلية ذكورية سيطرت على المجتمع لفترة طويلة، إلى جانب عقدتين عانت منهما المرأة، عقدة الزوج أو القريب للمرأة، الذي لا يريدها أن تتفوق عليه لتبقى تحت وصايته واحتياجها له، وعقدة المرأة للمرأة أيضا، بدليل أن كثيرا من أصوات النساء لا تذهب للنساء بل للرجل.

أما سياسيا، فالمرأة تعتبر ورقة غير رابحة على صعيد المحسوبيات والواسطات والمناورات السياسية والتحالفات، فهي بذلك لا تحقق مصالح فئوية ضيقة على الأغلب، باستثناء بعض الهفوات التي ارتكبتها المرأة النائبة في المجلس قبل السابق.. وهكذا نجد أن الدين مظلوم. والجاني الحقيقي مخفي.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك