غضب العالم الإسلامي تجاه إهانة الرسول لن يهدأ.. برأي خديجة المحميد
زاوية الكتابكتب سبتمبر 25, 2012, 11:33 م 1122 مشاهدات 0
الأنباء
مبدئيات / حراك الأحرار لن يهدأ
د. خديجة المحميد
الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن العمل الأول في الإساءة لنبي الإسلام والمسلمين، ولن يكون الأخير في مشروع بث وتحفيز ثقافة الكراهية بين الشعوب كآلية استراتيجية اعتمدتها مراكز صناعة الحدث الصهيو ـ أميركية وأتباعها من الغرب الذين يدورون في مدار مصالحها السياسية والاقتصادية. فما الجديد في ذلك؟
الجديد فيه مستوى عمق الإثارة التي انطوت عليها بشاعة وسوء الأكاذيب والافتراءات على خاتم الأنبياء في هذا الفيلم، ثم أنه كوسيلة إعلامية بالإضافة لطبيعتها كون رسالتها مقروءة لجميع المراحل العمرية، فإن الأجهزة الالكترونية اليدوية التي أصبحت في يد الجميع تيسر وصولها وتضاعف من أثرها السلبي المقصود.
إنه ضربة عنيفة لقلب كل مسلم يحمل في وجدانه حقيقة الإسلام، وأذى طال كل شريف يؤمن بحرمة التعرض للأنبياء والمرسلين.
وهذه حقيقة قد عبر عنها الحديث المروي عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين»، وتتعدد المرويات في ذلك بمفردات أخرى. فلا أحسب أنه لو تعرض أحدنا لمثل هذه الأكاذيب التي تنال من عرضه أن يسكت ويتغاضى عنها، بل سيقيم الدنيا ولا يقعدها حتى يقاضي المسيء ويأخذ حقه منه، فكيف بعرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي هو أغلى من أنفسنا وأهلينا والناس أجمعين؟
اليوم كل مسلم من موقعه وبحسب قدرته وإمكاناته مسؤول للانتصار لحرمة نبيه، ومطالب بألا يكتف بالشجب والإنكار، وأن نسعى جميعا للخروج من ثقافة الأقوال إلى ثقافة الأفعال المجدية والمؤثرة. موجة الغضب العارم التي تجتاح العالم الإسلامي يتوقع أنها هذه المرة لن تهدأ وقد انضم لها الشرفاء من إخواننا المسيحيين الذين يحفظون حرمة الأنبياء والرسل ويدركون خطورة المقصد من هذه الإثارات التي تهدف لتمزيق المجتمعات البشرية وافتراسها. فينبغي لمثل هذا الغضب أن يتحول إلى مواقف إيجابية مؤثرة في منع تكرار الإساءات لخاتم الأنبياء بل لجميع الأنبياء.
كل مسلم فرد وكل شريف يستطيع أن يكون أداة ضغط على المواقع الإلكترونية التي تصر على استمرار نشر مقطع هذا الفيلم الأكذوبة، وذلك بمقاطعة هذه المواقع الجائرة، والامتناع عن إعادة إرسال هذا المقطع لأي طرف آخر، وبتراكم جهود المقاطعة تتفعل خسائرها المادية التي تخشاها، وبرلمانات العالم الإسلامي وحكوماتها ينبغي أن تتكاتف لتسعى لاستصدار التشريعات الأممية التي تمنع صدور مثل هذه الأعمال وذلك بتجريمها وتقرير العقوبات الملزمة بشأنها من خلال الأمم المتحدة.
فهل فعلا تستجيب هذه الحكومات لإرادة شعوبها وتستثمر اجتماعات الدورة الـ 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد هذا الأسبوع في إقرار التشريعات والقوانين التي تمنع التعدي على الأنبياء والرسل وتحفظ كرامتهم؟
تعليقات