التيه السياسي أبعد مستقبل الأمة عن سرعة العودة إلى الدستور!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 27, 2012, 12:05 ص 757 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / بداية السقوط الحر...!
د. تركي العازمي
أثناء الدراسة الجامعية كنا في مختبر الفيزياء نضع كرة معدنية صغيرة جدا في الأعلى ومن ثم نتركها تسقط وحسب الزمن بحكم أن الجاذبية ثابتة تحدد السرعة في السقوط!
تذكرت هذا وأنا أتابع حالة الشد والجذب بين الفريقين للكرة (مستقبل الأمة)، وقد حاول كلا الفريقين التصعيد إلى الأعلى حتى أصبحت المسافة كبيرة، والفجوة أبعدتنا عن الأرض حيث الجاذبية ( الدستور)... وعامل الزمن للوصول إلى الإصلاح متروك لكم استنتاج طوله!
المقصود هنا، إننا وفق منهج فلسفي نستطيع القياس عند تطبيق قانون السقوط الحر على مستقبل الأمة... فالجاذبية ( الدستور) أرقام مواده ثابتة لا يمكن لأي فرد تغييرها وإن حاولوا فهذا يعني إنهم لا يفهموا السر من تطبيق المعادلة!
والتيه السياسي الذي أبعد مستقبل الأمة عن سرعة العودة إلى الدستور جعل المسافة تطول حتى وإن أدرك المعلم السياسي خطر عبث الطلاب، وبالتالي نلاحظ ان الساعة تتحرك عقاربها ببطء أبطأ من مشي السلحفاة، وهذا ما جعل الوصول إلى حل يلامس مواد الدستور صعب المنال فلا هذا الفريق مرخي قوة شده ولا ذاك المعارض متوقف عن الجذب!
والتيه السياسي هذا أوجد حالة الفوضى التي ذكر بعض الباحثين بمخاطر تركها لمدة طويلة... ويستفيد الباحثون على حد تفسيرهم من وجود الفوضى Chaos بأنها تمنح السياسي القدرة على تمييز الغث من السمين لكن ترك العمل بها لمدة طويلة يؤدي إلى الدمار ولو على المستوى النفسي الذي يعتبر خطا أحمر لا يجب المساس به!
انظروا إلى أحداث الساحة... اتهامات، وتشكيك بالنوايا، وتجاوز لحدود الحرية المسؤولة بقصد أو من غير قصد... وقد أشغلونا في صراع نحن الغالبية الصامتة وصلنا معه حدا جعلنا نصرخ بأعلى صوتنا «أليس فيكم رجل رشيد/حكيم»!
ألتمس العذر من بعضكم في استخدام قانون السقوط الحر... لقد حاولت في هذا المقال الربط بين مختبر الفيزياء وتجربة قانون السقوط الحر وحالة التيه السياسي والابتعاد عن روح الدستور الثابت المشابه للجاذبية التي لا تتغير... حاولت من باب التشبيه ليس إلا كون الجميع قد سئم من ترك عامل الزمن تدور عقاربه بسرعة هائلة وتزداد معها الفجوة بين الفريقين... وإنه نموذج فلسفي أرغب من خلاله الخروج من جعجعة الساحة التي لم تمنحنا طحينا نخبز منه لقمة عيش هنية وحياة رخاء!
هذا وندعو المولى عز شأنه أن يحفظ أحبتنا ويمنحهم حسن اختيار المفردات، ويهب ولاة الأمر البطانة الصالحة لتعود عجلة التنمية إلى خط سيرها بعد أن أخذتها الصراعات السياسية بعيدا عن المرسوم لها وفق الأطر الدستورية والإدارة السليمة لشؤون البلد... والله المستعان!
تعليقات