دخول الشباب في الصراع السياسي الدائر مُحزن.. هكذا تعتقد فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب سبتمبر 27, 2012, 11:38 م 690 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / على قائمة الانتظار الطويل
فاطمة عثمان البكر
نشد الرحال، ونذهب بعيدا بحثا عن هدوء نسبي، وأمن نفسي مفقود، ونعود ونجد انفسنا في مواجهة القائمة، قائمة الانتظار المشوب بالحذر، هروب وقتي مزعوم، وفي النهاية لا مهرب لمن يهرب من نفسه ومن واقعه، فالأمن النفسي اصبح مفقودا في وطن اطلق عليه «واحة الامن والامان»! كيف اصبحنا اليوم؟!..
تقض مضاجعنا وتؤرقنا اطياف كوابيس الليالي الطويلة والتهديدات الموعودة، نهارات ليست كالنهارات، وصباحات ليست كتلك الصباحات، وليالٍ ليست كباقي الليالي، التي اصبحت حلما عندما نتذكرها كأنما نتذكر ليالي من ليالي ألف ليلة وليلة!
فراغ سياسي، فراغ دستوري، فراغ تشريعي، والكل يدور في فلك هذه الدائرة، ولم نجد لها مخرجاً، وبعد ان كان الصراع الدائر ما بين الحكومة ومجلس الامة دخل طرف ثالث، وهو القضاء، وحكم المحكمة الدستورية، ومن يدفع ثمن حلبة ذلك الصراع هو المواطن العادي، الذي يبحث عن ابسط حقوقه في العيش الآمن المستقر، ليواصل مرحلة الكفاح والمكابدة في ظل ظروف محلية واقليمية ودولية قاهرة عاصفة، فنحن لا نعيش في «جزر نائية»! فكل ما يحيط بنا من اهوال نتأثر به بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
دخول الشباب في معركة الصراع السياسي الدائر، واقحامهم في معترك، تتجاذبهم جميع الاطراف، أمر محزن! فنحن نريد ونتوقع من ابنائنا ونحن نشهد خروجهم الى معترك الحياة متسلحين بالعلم، وبأعلى المؤهلات من جامعات عريقة، ليساهموا في بناء وطنهم والمشاركة في التنمية، ودفع عجلتها المتوقفة منذ زمن، بسبب ذلك الصراع الدائر، بدلا من توفير الاجواء المناسبة، بدلا من استقطابهم والاستفادة من ابداعاتهم وطاقاتهم وتميزهم في شتى المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والفنية.. أمر مؤسف ان نراهم يدخلون هذا المعترك، واستغلالهم لاهواء شخصية محدودة، كورقة تتطاير في الهواء عند هبوب اي عاصفة من رياح آتية شمالا أو جنوبا، شرقا أو غربا تسقط الاوراق.. «وهذه الورقة» كما تتساقط اوراق الاشجار في فصل الخريف!
هذا «العقل» هبة الله ونعمته الكبرى التي انعم الله بها على الانسان، وميَّزه بها عن باقي المخلوقات، الايمان بان هذا الانسان هو نفسه من خلق الله، خلقه ليعمر الكون بالحب والخير والجمال، سخَّر له الارض والسماء والبحار حتى جعله خليفة له في الارض، حتى يرث الله الارض ومن عليها. كيف ومتى يحكم العقل ويشكر تلك النعمة؟! فيعيث في الارض فساداً وافساداً، كل ما ندعو له اليوم هو وقفة مع النفس، لنرى الى اين نحن نمضي، لنتحسس جيدا خطواتنا حتى لا نحسب على التاريخ يوماً ما أمة أكل عليها الدهر وشرب!
تعليقات