العنصريون لم يشاركوا بالإرداة بسبب أبناء القبائل! رأي عبدالعزيز العنجري

زاوية الكتاب

كتب 3286 مشاهدات 0


ساحة الإرادة.. و ثلاثة على الكويت

لم أشأ أن أخوض بمقالي اليوم ما ستقرؤونه من مواضيع.  لكننا وصلنا بالكويت إلى طريق إنقسم عنده المجتمع إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول يدعم تحرك المعارضة التي تضم أغلبية من نواب مجلس الأمه المبطل بقرار من المحكمة الدستوريه، و القسم الثاني داعم صريح للحكومة و مساند قوي لها ، و القسم الأخير “ماشي تحت الساس” ويقف موقف المتفرج. ما يثير الإستغراب بأنه وعلى الرغم من إختلاف مواقف كل هؤلاء، إلا أنهم جميعا يشتركون في ذم و نقد الأداء الحكومي، و يعلنونها صراحة بأن الفساد قد وصل بالكويت إلى مستوى لا سابق له. و هنا تكمن الغرابه. فلماذا يختلف الشعب في تحديد موقفه السياسي الواضح من الفساد رغم إتفاق الجميع بأن الفساد إستشرى بالكويت؟.أسباب ذلك إثنان
 
السبب الأول، إستنزاف الحكومة لجزء من موارد الدوله في سبيل شراء الولاءات وهو أمر ليس بجديد، لكنه زاد بشكل خيالي خلال السنوات الخمس الماضية. و مع شراء الولاءات استطاعت الحكومة تجييش مؤيدين لها كما استطاعت تكميم أفواه بعض من كانوا يصنفون بأنهم معارضة من كبار التجار الذين التزموا الصمت المطبق أمام الفساد المستشري بالبلد.
 
أما السبب الثاني في عدم انضمام كثيرين لتحركات المعارضة رغم قناعتهم بفساد الحكومة، فهو 'تغلغل العنصرية' في قلوب البعض و تمكنها منهم لدرجة أنها أعمتهم عن قول الحق و إنصافه. فلطالما عاش المجتمع الكويتي بمعزل عن التأثر المباشر بهذه الأمور، لكن تفشي العنصرية الآن بات واضحا و جليا للعيان. فكثيرون و رغم اقتناعهم بأن الذهاب لندوات ساحه الإرادة هو الطريق الوحيد لإيصال رسالة مباشرة للحكومة بأن الشعب غير راض عن ممارساتها، إلا أن العنصريين لم يشاركوا بسبب وجود عدد من 'أبناء القبائل' من ضمن الصفوف الأمامية للمعارضة و هو ما لم يعتد عليه البعض. فبعض من يعتبرون أنفسهم رموزا للمعارضه يعتقدون بأن صكوك الوطنية يتم توريثها لهم و بأن الوطنية تكتسب عبر الدم والنسب. وللأسف تبين خلال الأشهر الماضية بأن نسبة هؤلاء العنصريين و من يؤيدهم أكبر مما كنت أتصور. لكن ساحة الإراده ستظل جامعه لكل الكويتيين الذين يلفهم حب الوطن. شاء من شاء و أبى من أبى.


عبدالعزيز العـنجري

الشرق القطرية

تعليقات

اكتب تعليقك