الولاء للدولة سيندثر إذا استمر وضع الحكومة الحالي.. أسامة سفر متوقعاً

القبس

بيد الحكومة لو أرادت

أسامة سفر

عندما يتم الحديث عن تكريس كل ما هو سلبي في مستقبل الكويت، خصوصاً في ما يتعلق بالطائفية والقبلية والولاء للأشخاص، فإننا امام حقيقة يجب ان نتحدث عنها بكل صراحة.

المتسبب الأول في كل ذلك هو الحكومة التي تملك كل القرارات التي من شأنها اغلاق النوافذ التي يتغذى عليها البعض للوصول الى مبتغاه، وبالتالي وصل بنا الحال الى انتخاب نواب بمساعدة النيران الصديقة!

الحكومة لو قامت بواجبها تجاه المواطنين بشكل عادل لما اتيحت فرصة الوصول لهؤلاء النواب، فلو قامت بتوزيع المساجد ودور العبادة بعدالة لما اضطر المواطنون الى اللجوء الى نائب ما للتوسط ومن ثم اقرار الطلب، ولو قامت الحكومة بتطبيق العدالة بإرسال المرضى للخارج لما اضطر أيضا المواطنون إلى اللجوء الى النواب كي يتوسطوا فتوافق الحكومة مشكورة بإرسالهم للخارج، والعديد من الامثلة الاخرى، وفي النهاية يقوم المواطن المحتاج الى الخدمة بشكر النائب بإعلان رسمي وكأنه قد دفع من جيبه الخاص نظير تلك الخدمة!

إن على الحكومة اتباع سياسة الحياد في كل ما يحتاج إليه المواطنون وبمسطرة واحدة على الجميع ومنع واسطات النواب، وهذا من شأنه ان يساعد في وصول نواب يستحقون تمثيل الامة من ناحية. ومن ناحية اخرى ان نكرس سياسة جديدة ووضع جديد نمنع فيه استغلال حاجة المواطنين لإيصال هؤلاء النواب.

قد أكون أحلم بمدينة افلاطون، لكنها محاولة تستحق التجربة، فان من يعيب اختيار المواطنين لأغلبية النواب عليه اولا بحث اسباب الاختيار وأسسه، فكم مواطن انتخب نائبا ما كونه توسط لنقل موظف من وزارة الى اخرى ومريض للعلاج بالخارج بل وحتى لإلغاء مخالفة مرورية! نحن بحاجة اليوم الى فهم جديد لإدارة الدولة بالشكل اللائق، لكن ان يبقى الوضع على ما هو عليه فالنتيجة ستكون بلا شك ان الولاء للدولة سيندثر تدريجيا وسيصبح لدينا 50 ولاء تحت قبة البرلمان!

***

افهمها براحتك:

ــــ السادة الهيئة العامة لشؤون الزراعة، شوارع منطقة مشرف الداخلية تحولت بقدرة قادر الى غابات تشبه غابات السافانا!