قطر تنهمك في لعبة الدبلوماسية العالمية بقلم سيميون كير
الاقتصاد الآنأكتوبر 18, 2012, 3:51 م 625 مشاهدات 0
اعتادت قطر شراء حصص الأقليات في أسهم كبرى الشركات العالمية، وهي مستثمر ثابت في عالم الشركات العالمية. إلا أنها ظهرت الآن كصانع ملوك في ملحمة شركة جلينكور للاندماج المحتمل مع اكستراتا بمبلغ 80 مليار دولار.
وبالمثل، فقد اعتادت الدوحة أن تكون موقع الطبيب للدبلوماسية المريضة التي تهدف إلى حل بعض المشكلات الشائكة في المنطقة، من السودان إلى الصومال.
والآن برزت الدولة الغنية بالغاز كلاعب إقليمي رائد في توازن إعادة تنظيم السلطة منذ الثورات العربية.
إن إعادة تحديد قطر وضعها في مجال الأعمال التجارية والدبلوماسية، هو جزء من سعي شبه الجزيرة الصغيرة إلى مستوى من النفوذ الذي تعتقد أنه يتوافق مع مكانة الدولة كقوة مالية عالمية.
قبل عقدين من الزمن، كان الوضع المالي في قطر وخيماً، وكانت بالكاد تستطيع تلبية رواتب موظفي الحكومة، ولكن الدولة الصغيرة استثمرت بطريقتها لكي تصبح أغنى دولة في العالم من حيث نصيب الفرد.
يقول أحد المراقبين: ''تمتلك قطر وجهات النظر والمال''. ويضيف: ''ليست هناك أجندة أيديولوجية تدعم ذلك، فهي تريد فقط أن تكون لاعبا''.
ولكن إذا كانت استضافة قطر لكأس العالم 2022 قد هزّت كرة القدم، فإن دور الدوحة المتزايد في الأهمية ضمن التحالفات المتغيرة لمرحلة ما بعد الربيع العربي في الشرق الأوسط، والحرب الباردة مع إيران، له تأثير إقليمي أعمق.
الدوحة خالية
من الحراك
بجانب استضافتها أكبر قاعدة عسكرية إقليمية للولايات المتحدة، قامت قطر أيضاً بالسماح لعدو الولايات المتحدة اللدود في أفغانستان، طالبان، بفتح بعثة دبلوماسية.
ولكن هذا هو النشاط الذي تم اكتشافه أخيراً، يتزامن مع مغامرات قطر الحديثة التي يختلف الناس فيما إذا كان يضيء المشهد أم يجعله مظلماً.
تم بالفعل تشويه ''نجاح'' ليبيا المبدئي بشعور أن كثيرا من الليبيين لا يثقون في نوايا قطر، بدلاً من إبداء التقدير الأعمى للدور الحيوي الذي قامت به الدوحة في الثورة على القذّافي.
ولم يكن من المدهش أن تثبت سورية سيناريو أكثر تعقيدا، وحافلا بالمخاطر والأخطار.
قدّم الدبلوماسيون وخبراء السياسة إيماءة بحكمة، قائلين إنهم قد حذروا قطر من كون سورية الطائفية، مسألة مختلفة مع الوحدة الدينية في ليبيا.
بمعنى أن قضم قطر أكثر ما تستطيع مضغه هو موضوع حديث واسع النطاق.
تأمل الدوحة استضافة مؤتمر عن جماعات المعارضة السورية الشهر المقبل، في محاولة من جانب قطر للتوسط من أجل الوحدة بين الفصائل المختلفة المناهضة للنظام.
والأخبار حول تأخير الاجتماع بقيادة المجلس الوطني السوري، سوف يعطي المعارضين المزيد من الفرص.
تحديد غرض موحد بين المعارضة المنقسمة يكون مثل رعي القطط، ولكنه تحد تبدو الحكومة غير راغبة في التهرب منه. الأمير ورئيس وزرائه القوي يستمران في تخطيط مسار التدخل، لرفع الثقل التنافسي للإمارة على صعيد الدبلوماسية الدولية.
مع العناصر غير التابعة للدولة التي من المعتقد أنها تساند السلفيين من الثوار في سورية، فمن المعتقد أن قطر لها اختراق مباشر داخل كوادر الإخوان المسلمون في الريف الشرقي.
ومن الممكن أن تلعب كل من الدوحة والرياض دور الوسيط لأعضاء هذه المعارضة التي تعد بغيضة بالنسبة للغرب، ولكن الخوف من رد فعل سلبي من هذه المغامرة، يتعلق بالسياسيين الذين يتبادلون القيل والقال داخل فنادق الدوحة من فئة الخمس نجوم.
يتساءل أحد الأفراد: ''كم من الوقت يمكن أن يستمر هذا دون رد فعل؟''.
كل بضعة أشهر، هناك شائعة جديدة حول محاولات الانقلاب أو الاغتيال، وذلك عبر جولات على منتديات الإنترنت، وصلت في بعض الأحيان إلى وسائل الإعلام الرئيسة.
ويوجه الدبلوماسيون اللوم للتسريبات من وكالات الاستخبارات المعادية، التي أصبح نهجها أكثر عدوانية، كلما أصبحت سياسة قطر الخارجية أكثر قوة.
الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحساسة للنفط والغاز، مثل الفيروس الذي أتلف شركة راس غاز للغاز الطبيعي، قد يضرب أيضا أهدافاً خليجية عموماً، بما يثير المخاوف من قيام سورية أو حليفتها إيران، بإطلاق هجمات غير مبررة على الأعصاب الاقتصادية لدول الخليج.
الأكثر شؤماً، هو الخوف من أن تكون ردود الفعل أكثر عنفا، ويتذكر بعض المغتربين تفجير المتطرفين القاتل لمسرح مليء بالأجانب عام 2005.
قطر، في الوقت الراهن، تجادل بأن التقاعس عن العمل هو بمثابة تواطؤ، الحجة التي سوف تُكسبها قدراً من التعاطف.
ولكن من الممكن أن يستغرق التأثير في بلد ينعتق من الركود، إلى لاعب من الصعب الحد من انطلاقته في غضون سنوات، ناهيك عن هضمه.
تعليقات