ما هو ثمن المعارضة؟.. شملان العيسى متسائلاً
زاوية الكتابكتب أكتوبر 30, 2012, 11:48 م 992 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / ما هو ثمن المعارضة؟
د. شملان يوسف العيسى
في كل الدول الديموقراطية العريقة تتحمل المعارضة للنظام القائم تكلفة سياسية ومعنوية بسبب معارضتها. ففي الولايات المتحدة مثلا يتم التخلي عن كبار المسؤولين في الحكومة في حالة تولي الرئيس الجديد المسؤولية، فإذا كان الرئيس من الحزب الديموقراطي يحرص على جلب معاونيه ووزرائه ومستشاريه وكل المحيطين به من كوادر الحزب الحاكم والعكس صحيح عندما يفوز الحزب الجمهوري بالسلطة.
السؤال ما هو وضع المعارضة في الكويت؟ المعارضة في الكويت من خبرتنا الطويلة مع النظام، فهي تُحترم وتُقدر وتكافأ من قبل النظام، فمن يعارض النظام سواء كان من التكتل الشعبي او التنمية والعدالة او الاخوان المسلمين والحركة السلفية يحصلون على مناصب عليا في الدولة! فالاخوان المسلمين الذين لديهم مواقف معارضة للنظام حتى اليوم يحظون بنصيب الاسد من المناصب القيادية في الديوان ومجلس الوزراء وكل مؤسسات الدولة وتحديدا في التربية والاوقاف.
هل يعقل ان توافق حكومة على توزير اقطاب المعارضة من اخوان وسلف وقبائل وغيرهم بدون ان تضمن وقوف الحزب مع الحكومة في مجلس الامة؟
التعيينات السياسية التي يفرضها نواب المعارضة من قبائل او جماعات اسلامية او غيرها تقبلها الحكومة بكل رحابة صدرمما يثير الحنق والكراهية والغضب لدى المواطنين العاديين من موظفي الدولة الذين ينتظرون دورهم للترقية، لكن الاولوية دائما تذهب لأقطاب المعارضة، الاتحادات الطلابية والعمالية ونقابة المعلمين وغيرها يهيمن عليها منذ 30 عاما الاسلام السياسي وتحديدا الاخوان المسلمين، وهذا حق لهم ماداموا قد وصلوا الى هذه المناصب عن طريق الانتخاب والاقتراع العام لكن الامر المستغرب ان يمنح اقطاب النظام منحاً مالية وعينية للجهات المعارضة لهم حتى وصل الامر ان وافقت الحكومة على الاقتراحات التي قدمها الاتحاد العام لطلبة الكويت بمنح كل طالب جامعي 200 دينار والمتزوج 350 ديناراً، لقد اعترضنا في وقتها على هذا القانون وقلنا نبارك منح الطلبة الفقراء والمحتاجين اموالا لمساعدتهم او منح الطلبة المتفوقين بالدراسة هذه المنحة، لكن ان يحصل الطلاب على منحة مالية فقط لأنهم طلاب فهذه مهزلة، خصوصا ان هؤلاء الطلاب الحزبيين يبقون في مقاعد الدراسة سنوات طويلة يعملون فيها في مؤسسات الدولة وهم طلاب ويحصلون على راتبين ويتفرغون للعمل الحزبي الخاص بالاخوان المسلمين، المصيبة ان هؤلاء الطلاب لحزبيين الذين ينظمون المظاهرات اليوم يحصلون على الوظائف العليا في الدولة عند تخرجهم.
في النهاية نرى بان الحكومة هي المسؤولة عن ما يحدث لانها هي المهيمنة على جميع السلطات وهي التي تغني او تفقر اي فرد او جماعة.
السؤال لماذا تصادق مؤسسة الحكم المعارضين لها وتغدق عليهم الاموال والواسطات والعلاج في الخارج وغيره وتهمل الآلاف من الشباب والمواطنين والموالين لها؟ تفسير الحكومة بانها تحاول شراء ذمم السياسيين المعارضين لها اما الموالون لها فتعتبرهم اولادها واصحابها وهم مضمونون في الجيب، لقد غاب عن الحكومة والحكم بان الامور تتغير بسرعة وان الشباب سواء كانوا من المعارضة او الموالاة بدأوا يطرحون تساؤلات عقلانية في الصميم منها مثلا اين مفهوم العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع؟ يا حكم ويا حكومة استفيقوا واعيدوا النظر بكل السياسات السابقة لانه لم يعد هنالك متسع من الوقت للتلاعب بمصير الشعب الكويتي الطيب.
تعليقات