الأمور (فلتت) وما عاد تنفع لا مطاعه ولا رضاعه.. بنظر ناصر الحسيني
زاوية الكتابكتب أكتوبر 30, 2012, 11:49 م 1129 مشاهدات 0
عالم اليوم
صرخة قلم / أيتها الحكومة.. هذي نتيجة أفعالكم!
ناصر الحسيني
نعم .. هذي نتيجة افعالكم .. وكما قلت لكم في المقالة الماضية، ان من اسباب ما يحدث حاليا على الساحة السياسية، هو السكوت عن مثيري الفتن والاعلام الفاسد، والسبب الاخر هو اتباع سياسية(الهون ابرك ما يكون) فالحكومة الحالية والحكومات السابقة تركت البلاد والعباد تعيش في حالة فوضى، لها اول وليس لها اخر، وذلك من خلال عدم تطبيق القانون، تحت ذريعة (هذولا اعيالنا)، وعدم تطبيقكم للقانون، واتباعكم سياسة (الهون ابرك ما يكون) وعدم محاسبة المتجاوزين ومثيري الشغب ومثيري الفتن، زادت الطين بله.
فكل الدول التي سبقتنا بالديمقرطية لا تسمح لكائن من كان ان يتجاوز القانون، وحكومة الكويت الحالية ومن سبقها لم تكتف بعدم تطبيق القانون، بل تشجع من يضرب بالقانون عرض الحائط، وتعترف به.
نعم البلاد تعيش حالة فوضى عارمة منذ زمن، حتى وصلنا الى ان كل اربعة اشخاص (جمبازيه)، ولم تتجاوز اعمارهم الـ 35 سنه(جالسين لا شغل ولا مشغله) شكلوا لهم تجمعا، وثاني يوم نزلوا بالساحة السياسيه، وخذ (من السب والقذف ) وبدون حسيب او رقيب، والحكومة تتفرج، وازيدكم من الشعر بيت، بعد مدة يتم استدعاؤهم من قبل بعض الاطراف الحكومية لاخذ ارائهم، والمضحك ان بعضهم لا يستطيع ادارة حتى منزله، او يتم استقطابهم من قبل احد كبار المسؤولين لضرب خصومهم السياسيين، وهنا وجدوا لهم تجارة مربحة، وفتحوا شهية كل ( داشر ) ان يشكل تجمعا سياسيا.
ولم تتوقف المسخرة عند هذا الحد، بل ان هناك احزابا غير معلنة، وتسوّق لنفسها تحت مسمى (الحركة الفلانية او التجمع) وعندما تقيم هذه الحركة او التجمع مناسبة، مثل (غبقة رمضانية وغيرها) تجد اقطاب الحكومة يتوافدون عليهم للتهنئة، مع ان وجود حركتهم او تجمعهم غير قانوني، ما شجع الاخرين على انتهاج نفس السلوك.
والمصيبة الثانية، ان بعض جمعيات النفع العام، تجاوزت القانون الذي انشأت من اجله، واخذت تمارس العمل السياسي، والحكومة تتفرج، واذا ارادت ان تتحرك، اقصى قرار تتخذه انذار .
كما ان الشعب لاحظ منح بعض المناقصات لبعض التجار بهدف التنفيع، وشاهد كيف تتبعثر مئات الملايين من الدنانير على مشاريع لم تصل تكلفتها الفعلية عشرات الملايين، وفي المقابل هناك 100 الف مواطن على لائحة الضبط والاحضار بسبب تراكم الديون، ما جعل الكل يستشيط من هذا الوضع المقلوب .
فهذا التنفيع وهذا التهاون، وعدم تفعيل القوانين في كل المجالات، هو الذي جعل البلاد تعيش حالة فوضى، وهي التي ادت الى ما نحن فيه، وهي من جعلت حتى الرويبضة يتحدث بالشأن العام، فانتم( فلّتوا) الامور عدة سنوات، وجعلتم (السفيه، والخبل، والسكير، والساقط) يتطاول ويصبح سياسيا، واصبح (باص) السياسة مفتوح بابه، (ومن جاء ركب فيه)، وبعد خمس سنوات من التسيب، اتيتم الان لتقولوا (سنطبق القانون) وانا اقول لكم (وش عقبه) فالذي يحصل اليوم هو نتاج ترككم للحبل على الغارب، ومن يترك الحبل على الغارب، لا يستغرب فقدانه، فالامور (فلتت) وما عاد تنفع (لا مطاعه .. ولا رضاعه).
تعليقات