لم يعد الحجم الكبير جذابا في قطاع النفط بقلم جاي شاذان
الاقتصاد الآنديسمبر 12, 2012, 1:19 م 504 مشاهدات 0
الأعمال التجارية الخاصة بالنفط تعني لشركة إكسون موبيل عائدات عديدة مفرحة، وبالأخص العوائد على رأس المال الموظف ROCE. ففي كتابه ''الإمبراطورية الخاصه - إكسون موبيل والقوة الأمريكية''، يتطرق ستيف كول إلى لي ريموند، الرئيس التنفيذي الأسطوري الذي قاد حملة في وول ستريت ليجعل من عائدات رأس المال الموظف المقياس الرئيس للحكم على الشركات العاملة في النفط.
وكانت لديه وجهة نظر، فالشركات الكبرى تستثمر رؤوس أموال لا يمكن تخيلها في مشاريع ذات مدى بعيد، فما الحكمة إذا في استخدام مقاييس قصيرة المدى مثل تقلبات سعر الأسهم، أو الأرباح الفصلية لتقييم تلك المشاريع. ويريد ريموند أن يكون التركيز على إدارة هذه الشركات لاستثماراتها، بدلا مما سبق.
وبهذا المقياس، يعتبر أداء شركة إكسون جيدا جدا. فالشركة معروفة بقدرتها على الاحتفاظ برأسمال منضبط في عدد لا يحصى من المشاريع، لذا نجد أن عوائد رأس المال الموظف لـ ''إكسون'' أعلى من أية شركة منافسة.
لكن ''إكسون'' خسرت تفوقها لمصلحة منافستها الأصغر، ''شيفرون''. فوفقا لأرقام جمعها باركليز كابيتال، تخلفت عوائد ''إكسون'' على متوسط رأس المال الموظف في أقسام الاستكشاف والإنتاج لمصلحة ''شيفرون'' منذ 2010. وبلغت هذا العام 20.8 في المائة، مقارنة بـ 24.5 في المائة لـ ''شيفرون''. ويفيد بحث لـ ''بي إف سي إنيرجي''، وهي شركة استشارية، قصة مشابهة بإشارته إلى أن صافي دخل شركة شيفرون بلغ نحو 18 دولارا عن برميل النفط الواحد، مقارنة بـ 15 دولارا للبرميل في شركة إكسون.
وعلى الدوام كانت ربحية شركة إكسون وساما على صدرها ورمزا لنجاحها وقوتها. ولا تزال الشركة آلة كبيرة لتوليد المال ـ حققت أرباحا بلغت 9.6 مليار دولار في الربع الثالث وحده ـ لكن أرباح رأس المال الموظف تكشف ثغرة جديدة من الصعب لهذه المجموعة ابتلاعها. وجانب كبير من هذا مرتبط باستحواذها على شركة إكستو إينرجي مقابل 41 مليار دولار عام 2010، وهي صفقة حولتها إلى واحدة من أكبر المشاركين في قطاع الغاز الصخري في الولايات المتحدة، لكن أسعار الغاز في الولايات المتحدة تراجعت بسبب ازدهار النفط الصخري. وفي حزيران (يونيو) الماضي اعترف ريكس تيليرسون، الرئيس التنفيذي لشركة إكسون، بتعرض شركته لخسارة كبيرة.
وأثارت مسألة العوائد المتناقصة لشركة إكسون مخاوف أخرى، مثل صعوبات تجديد احتياطياتها وزيادة الإنتاج. ويرى كثير من المستثمرين أن ''إكسون'' بدأت تفقد بريقها.
روبين ويست، رئيس ''بي إف سي إينرجي'' يقول: ''إذا كان التحدي الأساسي للمجموعات النفطية هو خلق استثمارات قابلة للتكرار، لتصبح ذات قيمة وتحقق عوائد، فإن شركة شيفرون تتفوق على إكسون''. ويضيف: ''على الرغم من أنها قوة كبيرة، إلا أن قيمة شركة إكسون الكبيرة تضاعف التحدي''.
لكن أي شماتة في شركة إكسون يجب أن تتراجع أمام حقيقة أن جميع الشركات الكبرى في القارب نفسه. ففي الأسبوع الماضي أعلنت شركة شيفرون زيادة بمبلغ 15 مليار دولار في ميزانية مشروع غاز جورجون الكبير في أستراليا. ويمكن للمرء أن يتساءل عما يمكن أن يحدثه هذا من انعكاسات على عوائدها.
مثل هذه المشكلات توضح سبب تفوق الشركات الصغرى ذات النمو الموجه، التي تركز على التنقيب، مثل أناداركو وأباتشي، على الشركات الكبرى.
ويقول فاضل غيط، من أوبنهايمر وشركاه: ''لم يعد المستثمرون يؤمنون بأن الشركات الكبرى هي الأفضل''.
ومشكلات شركة إكسون تعكس اتجاها أوسع. ففي العقد المنتهي عام 2010 ارتفعت عائدات عمليات المنبع بالنسبة للشركات الكبرى إلى مستويات شاهقة، بمتوسط بلغ 25 في المائة، أي ضعف ما حققته في العقد السابق تقريبا، حسبما أوردت ''باركاب''. وسمحت لها هذه الربحية بالاستثمار بكثافة في الفرص الجديدة.
وبفعلها ذلك، زادت الشركات من رأس المال الموظف في مشاريع غير منتجة. ولذلك انخفضت عائدات عمليات المنبع، حتى عندما ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في الفترة 2007 ـ 2008. ويبدو أن الأرباح المفاجئة في الفترة 2000 ـ 2010 يمكن أن تكون نتاج وضع غير طبيعي.
واعترفت شركة إكسون بالمشكلة، حين أفادت بأن أرباح رأس المال الموظف ستكون واقعة تحت ضغط حتى تبدأ المشاريع التي على وشك الانتهاء في أماكن مثل سنغافورة وبابوا غينيا الجديدة ـ والتي هي مثل جورجون تعاني ارتفاعا في ميزانيتها ـ في تحقيق أرباح.
واعترف تيليرسون بمسؤولية إكسون عن كثير من المشاريع غير المكتملة، التي لن تكون منتجة لبعض الوقت في المستقبل. وقال في آذار (مارس) الماضي: ''إن نسبة رأس المال الموظف أكبر من أي وقت مضى''.
لكن فيما يتعلق بالغاز، تبدو شركة إيكسون أكثر تفاؤلاً. فهي مقتنعه بأن استثماراتها في النفط الصخري ستؤتي ثمارها على المدى الطويل. الشركات المزودة للطاقة تتحول الآن من الفحم إلى الغاز لتوليد الطاقة الكهربائية، ومن شأن ذلك أن يرفع الطلب على الغاز، وبالتالي أسعاره، ما يزيد ربحية نشاط إكسون في مجال الوقود الصخري. ويقول تيليرسون إن مشروع النفط الصخري الكبير لشركة إكسون سيصبح في نهاية المطاف مصدرا للأموال لجميع الاستثمارات الجديدة مستقبلا.
والسؤال هو ما إذا كانت البقرة الحلوب هي ما يريده المستثمرون هذه الأيام.
تعليقات