مجموعة 29 تدعم حق حرية التعبير
محليات وبرلمانالغبرا: الحركات الشبابية الجديدة لن تختفي بل ستزداد زخماً
ديسمبر 18, 2012, 12:53 ص 985 مشاهدات 0
أقامت مجموعة 29 مهرجانها الخطابي تحت عنوان 'حرية التعبير إلى أين؟' مساء امس والذي اختتمت من خلاله حملتها الخاصة بدعم حق التعبير حيث شارك في المهرجان عدد من الناشطين والكتاب والأكاديميين الذين أكدوا على ضرورة احترام هذا الحق المكفول دولياً ودستورياً مطالبين بتوفير مساحة أكبر للحريات خاصة في هذه المرحلة التي وصفوها بالحرجة.
وقال د.شفيق الغبرا: 'إن أحد طلبته تعرض للاعتقال بسبب تغريدة وتم ايداعه في السجن مع أصحاب الجرائم الكبيرة مما اضطره إلى ابلاغهم في اول يوم له بأنه قتل والده بسبب خلافات مالية فقط ليأمن شرهم'.
واضاف الغبرا'ان الحالة العامة التي تعاني منها حرية التعبير في الوطن العربي متشابهة رغم اختلاف درجتها كما حصل في زمن التحولات القومية والاسلامية وكما يحصل الآن في زمن التحولات الديمقراطية'، مشيرا إلى أنه يرى بأن 'الحرية هي نقد السلطات باختلاف أنظمتها وهي ترتبط بأكثر السلطات قوة لأن قراراتها تؤثر على حياة الناس حيث أن أخطاءها قد تصل بالأمور إلى أسوأ مراحل التردي والفساد'.
وأكد الغبرا على أن المجتمع العربي أختبر في العقود المنصرمة نزعتين متناقضتين حاجته إلى سلطة تنظم امن مجتمعه ومن جهة أخرى حاجته إلى التعبير عن احتياجاته وقضاياه، مضيفاً أن هذا المجتمع باستثناء لبنان والكويت سادت فيه فرضية 'نتنازل عن حرياتنا لقاء الأمن والاستقرار' حيث حشدت الدول العربية التأييد لهذه الفرضية التي وصلت الآن إلى طريق مسدود إذ ثبت أن تسليم الحريات بيد الدولة يؤدي إلى تردي المجتمع وتبديد أمواله وإن وقع خلالها تقدم مرحلي.
وأوضح الغبرا أن الأسوأ في الدول الغير ديمقراطية هو تمكنها من قمع واعتقال من تريد دون رادع بالاضافة إلى تزييف الحقائق واقتناص الأخطاء وفي بعض الحالات لايستطيع المواطن التعبير عن رأيه بالانتقاد لوحده حيث سيتهم بالخيانة والانتماء إلى الخارج وهو من أشد الأسلحة المستخدمة حالياً'.
وبين أن الحركات الشبابية الجديدة لن تختفي بل ستزداد زخماً وستنتشر بحكم تراكم التجربة وهي حركات تؤمن بالحريات ووجودها أصبح يعتمد على تأمين هذه الحريات، مشيراً إلى أن الأخيرة مرتبطة أكثر من أي وقت مضى بتأمين مصادر التعبير وهذا يتضمن تطوير مفهوم الدولة المدنية بصفتها دولة العدالة والقانون والتداول على السلطة بين من يكون في القمة وبين من يكون في القاع حيث تتبدل معها الشخصيات فتارة تكون ممن عايش القاع وأحس بمعاناته وتارة تكون ممن هو مقبل على النزول من القمة والعودة إلى المجتمع.
وأضاف أن الخطاب العنصري هو انتهاك لحقوق الانسان بحد ذاته وأن الهدف الأعمق لحرية التعبير هو جعل الفئات المهمشة قادرة على اسماع صوتها وقادرة على التغيير.
وبدورها قالت الناشطة شيماء عسيري: 'أتساءل عن سبب استخدام السلطة لسياسة الاعتقال والتنكيل وفرض الغرامة الباهضة على من يفرج عنهم حتى وصل الأمر سجن 20 شخصاً خلال شهر واحد فقط'.
وحول منع الكتب والكتاب من دخول الكويت قالت الكاتبة أفراح الهندال: ' إنه من المخجل أن يقوم الكاتب بمراجعة كلماته مراراً وتكراراً قبل نشرها خوفا من المنع، ومن المخجل أن يكرم أحد الأدباء في الكويت ثم يتم منع كتابه من التداول داخلها في العام التالي، مطالبة بايقاف مقص الرقيب وايقاف منع المثقفين من دخول البلاد بسبب اختلافنا مع بعض الأراء الخاصة بهم'.
وعن المضايقات التي يعانيها بعض الاعلاميين تحدث المذيع علي دشتي عن تجربته مع التحويل إلى النيابة على خلفية عرضه لبعض اللقطات في برنامجه والتي تختص باحداث تيماء مشيراً إلى أنه 'في الكويت من يُحاسب هو من يتكلم، كما أن الحكومة دائماً ما تشجع على حربة الرأي مع إبداء ملاحظة صغيرة هي أنه إياك ومخالفتي الرأي'.
وحول المعاناة التي يتعرض لها المعتقلون أكد الناشط في قضية البدون أحمد التميمي أنه تعرض للاعتقال مراراً وتكراراً بسبب مطالبته بابسط الحقوق الانسانية وتم اتهامه على اثرها بتهم الاعتداء على الأمن وتكسير مركبات الداخلية رغم سنه الكبير الذي لايسعفه على فعل ذلك.
ومن جانبه استنكر مدير جمعية حقوق الإنسان الكويتية المحامي محمد الحميدي ما يتعرض له الأطفال من اعتقال وضرب على يد السلطات الأمنية رغم توقيع الكويت على معاهدات دولية تلزمها بعدم المساس بحقوق الطفل واحترامها.
الكاتب علي خاجة استنكر بدوره اعتقال ثلاثة شبان كانوا في احدى المظاهرات صباحاً للمطالبة بالغاء المرسوم الواحد قائلاً إنه 'لايمكن أن تقتل الفكرة بالقمع بل سيكون لفعلك هذا مرود أكبر لأن كل من يخرج من المعتقل يزاداد ثقة بنفسه وبمطالبه.
كما تم عرض فيديو مسجل للمحامية البحرينية ندى ضيف تحدثت خلاله عن منعها من دخول الكويت على يد السلطات الأمنية والتحقيق معها لساعات حول مشاركتها في مظاهرات بلادها الأمر الذي أصاب ابنتهاها الصغيرتان بالهلع رغم انها جاءت لقضاء اجازة قصيرة في الكويت فقط.
وفي نهاية المهرجان تحدثت عضوة مجموعة 29 رنا العبدالرزاق عن الحملة وأهدافها مؤكدة أنه تم اختيار هذا التوقيت بعناية 'لأنه للأسف هناك من يطالب بالحرية الآن وهو يشارك أو شارك في قمعها سواء بالتأييد أو الصمت كما حدث مع الأطفال ومع حرية البحث العلمي ومع المعتقلين ومع الأخوة البدون'، مؤكدة ان المجموعة تسعى إلى ازالة هذا التناقض .
كما انتقدت العبدالرزاق بقاء قانون التجمعات واستمرار السلطة في تطبيقه معربة عن عتبها على نواب المجالس السابقة لعدم الغائهم هذا القانون الذي يحد من حرية التعبير السلمي وقد سمعنا اليوم خلال هذا المهرجان عن نماذج متنوعة من التضييق على حرية التعبير في الكويت.
تعليقات