العيسى: عرض الصور لاستجداء المتزمتين

بين ممارسة الحق وإساءة استعماله 27/06/2007 اخطأ النواب المستجوبون بنشر صور شخصية لبعض موظفي مؤسسة البترول في حفلة باليابان، فسواء احتفل هؤلاء الموظفون وشربوا المحرمات وهيصوا مع صديقات في الدولة اليابانية، ام التجأوا الى زاوية في مسجد يتهجدون بها ويقرأون القرآن، فهذا ليس من شأن المستجوبين، ولا من سلطان الوزير المستجوب ان يملي عليهم ما يصنعون. فلا القانون الياباني، ولا العادات والتقاليد اليابانية تجرم او تحرم تلك الافعال، واذا كان المبدأ الثابت يؤكد 'اقليمية القوانين'، كأصل عام، بمعنى ان القانون الوطني لا تسري احكامه خارج اقليم الدولة، فلا يخضع هؤلاء الموظفون لحكم قوانين الكويت خارج الاقليم الكويتي، فمن باب اولى لا يجوز مخاطبتهم بالقيم المحافظة للدولة الكويتية، ولا يمكن فرضها في اليابان، ولو كانت على افراد ينتمون الى الكويت. موضوع الاستجواب وعماده كانا لقاء صحفيا غير موفق لوزير البترول، وكان الاستجواب هو الرد الطبيعي لما تصوره الوزير بأنه يمثل رأيه الشخصي واجتهاده، واستعمل النواب المستجوبون حقهم في الاستجواب، او ربما واجبهم ان صح التعبير، لكن كان عليهم ان يفرقوا بين استعمال الحق وبين اساءة استعماله، بين ممارسة حق الاستجواب الدستوري وبين الانحراف عن اغراضه واهدافه، لتصيب من لا شأن لهم بموضوع الاستجواب. لم يكن المستجوبون بحاجة الى استجداء مشاعر المحافظة والتزمت عند بقية النواب، فمادة الاستجواب تغنيهم عن ذلك، واذا كانت السياسة بأصولها وألاعيبها تملي مثل ذلك السلوك في الطرح الاستجوابي، فهناك حد ادنى من الحياد القانوني وجبت مراعاته في ثقافة الاستجواب، ولنكن بقدر الامكان قضاة ينشدون الحقيقة ولا نكون خصوما، نتجاوز تحت قبة البرلمان حقوق وحريات الغير الشخصية. حسن العيسى حسن العيسى