فيحان العتيبي: وضعنا الصحي متدهور ومعصومه لاهية

زاوية الكتاب

كتب 546 مشاهدات 0


* د. فيحان العتيبي كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية WHO يعكس حقيقة الوضع الصحي في الكويت خصوصا للأمراض العصرية، كضغط الدم، والسكري، وامراض الشرايين والقلب، واشار التقرير - طبقا لدراسة عشوائية أجريت على مجموعة من المواطنين في المناطق الصحية الخمس - الى زيادة حجم الإنفاق سواء لعلاج ارتفاع معدلات أمراض العصر في الكويت، أو حتى لرعاية الأصحاء، ونبه التقرير الى تفشي ظاهرة الوجبات السريعة، وارتفاع ظاهرة التدخين بين صغار السن، والشيشة بين المدخنين الكويتيين. أظهرت نتائج الدراسة ان هناك فروقا واضحة بين حالة التدخين لكل من الرجال والنساء، بينما لم تتعد نسبة المدخنات يوميا من النساء 3 في المئة، بينما وصلت تلك النسبة الى 34.7 في المئة بين الرجال، كما اشارت الدراسة الى ان أعمار المدخنين تراوح عند بداية عادة التدخين بين 9 أعوام و 46 عاما، وخلصت الدراسة الى ان 80 في المئة من الشريحة لا يتناولون الفواكه او الخضراوات، والرجال يميلون الى عدم تناولها، مقارنة بالنساء. تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن الوضع الصحي في الكويت يضع النقاط على الحروف، ويشخص الوضع بمنهج علمي ودراسة شاملة أعدها متخصصون، واستعرض الواقع الصحي المرير للمجتمع الكويتي، وتفشي عدد من الأمراض العصرية بين المواطنين بشكل يدعو إلى توخي الحيطة والحذر، لاسيما ان خبراء الصحة اعتبروا التقرير من خلال الأرقام والإحصائيات والاستبانة انه ينبئ بكارثة صحية ستتسبب في زيادة الأمراض المزمنة خلال العقود المقبلة في الكويت إذ ان التقرير طالب وزارة الصحة بوضع خطط وبرامج استراتيجية بعيدة عن الشعارات والعبارات الإنشائية، من شأنها وقف تلك الكارثة المحتملة على المجتمع الكويتي. التقرير المذكور مر مرور الكرام من دون اي تعليق من كبار مسؤولي وزارة الصحة، وعلى رأسهم الوزيرة، والوكيل، وكأن الأمر لا يعنيهم في شيء، أو أي تجاوب حكومي يواكب الحدث الصادر من أعلى جهة ومؤسسة صحية عالمية، بل العجب العجاب ان إدارة التوعية الإعلامية في وزارة الصحة «نايمة في العسل» ولا تهتم إلا بتلميع صورة مسؤولي الوزارة، ونتساءل: لماذا لا تعرض الإدارة التقرير بشفافية على المواطنين في وسائل الإعلام؟ لتلافي انتشار تلك الأمراض المزمنة في المجتمع الكويتي، لاسيما ان القضاء على هذه الأمراض أو الحد منها يحتاج إلى توعية وحملة إعلامية مكثفة تشرف عليها وتتابعها الإدارات المتخصصة في الوزارة. التقرير الأخير الذي نشر قبل أيام، يتزامن مع الوضع غير الصحي في وزارة الصحة الذي يشهد حركة جمود وتذمر من الموظفين والمراجعين ووقف لحالات العلاج في الخارج، وعدم إحداث تغييرات جذرية في المنهج، والهيكلة، والنظام، وعدم الاستفادة من تبعات استجواب وزير الصحة الأخير، فالوجوه في الوزارة لم تتغير، ومازالت جاثمة على صدور المرضى والمراجعين، على الرغم من ان وزيرة الصحة الدكتورة معصومة المبارك تعمل جاهدة على التغيير والتجديد، وضخ الدماء الشابة، إلا أنها حتى الآن لم تستطع «شك خيط في إبرة» من دون الرجوع الى الوكيل، الآمر الناهي في الوزارة، والمتسبب في الاستجواب الأخير، لذا عليها ان تحدث ثورة إدارية تزلزل عروش كبار القيادات في الوزارة التي «أكل الدهر عليها وشرب» وتغير المنهج والنظام الذي لم يتغير منذ عقود من الزمان، وستجد الدعم الكامل من النواب والصحافة والشارع!
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك