مع بدء الجيش 'الحر' معركة تحرير دمشق
عربي و دوليالقصف يحصد 192 قتيلاً في سوريا على يد قوات الأسد
فبراير 7, 2013, 10:14 ص 1793 مشاهدات 0
قال ناشطون إن 192 شخصا لقوا مصرعهم أمس الأربعاء في سوريا، يأتي ذلك وسط أنباء عن اشتباكات بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة الذين يسعون للسيطرة على الأحياء المؤدية إلى قلب العاصمة دمشق.
وقال نشطاء إن هجوم المعارضة يهدف إلى كسر حالة الجمود في المدينة التي يسكنها نحو مليوني شخص، حيث منع القصف الجوي والمدفعي مسلحي المعارضة المتحصنين إلى الشرق من التقدم رغم سيطرتهم على قواعد للجيش.
وتتمركز قوات الرئيس بشار الأسد الرئيسية في جبل قاسيون بدمشق وعلى قمم تلال تنتشر بها المدفعية وراجمات الصواريخ.
وقال إسلام علوش الضابط بإحدى كتائب المعارضة 'نقلنا المعركة إلى جوبر' وهو حي يربط معاقل المعارضة في الضواحي الشرقية بساحة العباسيين في وسط المدينة، وأشار إلى أن 'أعنف المعارك تدور في جوبر لأنه المفتاح إلى قلب دمشق'.
وفشل تقدم غير منظم للمعارضة في العاصمة العام الماضي، لكن عناصر المعارضة يؤكون أنهم أنشؤوا هذه المرة خطوط إمداد لدعم هجومهم.
وموازاة مع هذا التحرك قال ناشطون إن قوات النظام قصفت أحياء جوبر والقابون وركن الدين بالعاصمة وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى ساحة العباسيين. بينما أطلقت صفارات الإنذار من فرع أمن الدولة القريب من ساحة العباسيين والذي يرأسه العميد حافظ مخلوف ابن خالة الرئيس الأسد.
مناطق حرب
وأصدر المجلس العسكري الثوري التابع للجيش السوري الحر في دمشق بيانا طلب فيه من سكان المدينة 'عدم الخروج والتجول في الشوارع والأحياء إلا للأمور الضرورية خصوصا في المناطق التي تحصل فيها اشتباكات'، وأعلن 'المناطق الجنوبية (...) مناطق حرب بمعنى الكلمة حتى إشعار آخر'.
من جانبه أعلن المجلس الوطني السوري مساء أمس أن 'الثوار وأبطال الجيش السوري الحر يقومون بهجوم على مواقع إستراتيجية في عاصمتنا الخالدة دمشق وفي معرة النعمان قرب وادي الضيف الإستراتيجي، وفي مواقع أخرى في كل أنحاء سوريا'.
وأضاف البيان 'يحقق أبطالنا انتصارات هامة سيكون لها أثرها الحاسم على مسيرة الثورة السورية'.
واعتبر أن 'هذه التطورات الميدانية تؤكد أن الثورة (...) لا تزال الطريق الأقصر لتحقيق النصر الكامل وإسقاط النظام المجرم'. وطلب 'من جميع مؤسسات المجلس والائتلاف الوطني وجميع أبناء الشعب السوري التحرك لدعم ثوار دمشق وكتائب جيشها الحر بكل ما يملكون من طاقات وعلى كل الصعد'.
في المقابل نفى التلفزيون السوري أي اشتباكات في العاصمة، وقال إن الجيش السوري يواصل عملياته
ضد 'الإرهابيين' في عربين وزملكا وحرستا وسبينة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن 'الجيش يشن هجوما شاملا' في ريف دمشق حيث يتركز مسلحو المعارضة، وأوضح أن الجيش علم مساء الثلاثاء بأن مسلحي المعارضة يحضرون لهجوم في منطقة دمشق، فبادر إلى مهاجمتهم، موضحا أن 'كل مداخل دمشق مقفلة'.
إسقاط طائرة
من جانب آخر أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن الجيش الحر أسقط طائرة حربية في عدرا بريف دمشق، فيما قال ناشطون إن انفجارين استهدفا مقرين أمنيين في تدمر بينهما فرع المخابرات العسكرية في المدينة أوقعا 19 قتيلا بين عناصر الأمن.
وفي إدلب بشمال البلاد، اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين تحاول المعارضة السيطرة عليهما منذ أكتوبر/تشرين الأول، وترافق ذلك مع قصف من القوات النظامية على مدينة معرة النعمان القريبة التي تمكن المعارضون بعد الاستيلاء عليها من إعاقة إمدادات قوات النظام نحو حلب.
وتواصلت الاشتباكات في حي الشيخ سعيد في جنوب مدينة حلب الذي تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليه بعد أن دخله مسلحو المعارضة قبل أيام. كما سجلت معارك لليوم الثالث على التوالي في محيط ثكنة المهلب للقوات النظامية في حي السبيل بغرب المدينة.
من جهته أمهل رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة معاذ الخطيب النظام السوري إلى غاية يوم الأحد من أجل إطلاق المعتقلات في السجون قبل أن يلغي عرضه بالتفاوض، وفيما قالت طهران إن دمشق قد توافق على العرض، أكد المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي أن الأوضاع تتجه للأسوأ في سوريا، بينما كشفت الأمم المتحدة أنها تستعد للتعامل مع احتمالات نشر قوات حفظ سلام دولية هناك.
وقال الخطيب في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) 'هذه الأمور ليست إلى يوم الدين، إطلاق سراح النساء (يجب أن يتم) حتى يوم الأحد القادم.. يعني إذا تأكدت أن ثمة امرأة واحدة (في السجن) في سوريا (الأحد)، أعتبر أن هذه المبادرة قد رفضها النظام. وهو يقفز ويرقص على جراح شعبنا وآلامه وتعذيب النساء'.
وكان الخطيب أعلن في وقت سابق استعداده المشروط 'للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام' خارج سوريا من أجل إنهاء الأزمة في بلاده، وتوجه الاثنين إلى النظام السوري لإبداء موقف واضح من مبادرته، ودعا إلى انتداب فاروق الشرع نائب الرئيس السوري للتحاور معه.
وتمنى الخطيب أمس لو 'يعقل النظام ولو مرة واحدة ويشعر بأن هناك ضرورة لإنهاء معاناة الناس ويرحل'، وأضاف أن 'الثورة ستستمر، ولكن سنبقي مجالا للتفاوض السياسي على رحيله'.
ولقيت مبادرة الخطيب ترحيبا دوليا واسعا، وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس الأربعاء إنه 'يتصور' أن حكومة سوريا مستعدة للتفاوض مع المعارضة، وأنه سيكون على الجانبين أن يجلسا معا لإجراء محادثات.
وعقب لقاء ثلاثي جمع رؤساء إيران ومصر وتركيا على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة، قال صالحي لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن بلاده متفائلة بإمكانية التوصل لحل بسوريا.
وتتجه القمة الإسلامية إلى تأييد مبادرة الخطيب، فقد جاء في مشروع قرار أعده وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بشأن سوريا دعوة إلى 'حوار جاد بين الائتلاف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة وممثلي الحكومة السورية الملتزمين بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا بشكل مباشر في أي شكل من أشكال القمع من أجل فتح المجال لعملية انتقالية تمكن الشعب السوري من تحقيق تطلعاته في الإصلاح الديمقراطي والتغيير'.
موقف الإبراهيمي
من جانبه رحب المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي باقتراح الخطيب، وقال في مقابلة مع صحيفة 'لاكروا' الفرنسية في عددها الصادر اليوم الخميس 'إنها مبادرة شخصية مواتية للشيخ أحمد معاذ الخطيب رغم ردود فعل مختلفة لأعضاء آخرين في الائتلاف'.
واعتبر الإبراهيمي أن المبادرة غير كافية لـ'تنفيذ مشروع حل سياسي'، وأعلن عن لقاء في موعد لم يتحدد بعد يجمع وزير الخارجية الروسي ونظيره الأميركي، غير أنه أكد أن الطرفين 'لا يعملان بعد على خطة للخروج من الأزمة'.
وعقب محادثات أجراها أمس بالجزائر مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قال الإبراهيمي إن الوضع في سوريا 'سيئ ويزداد سوءًا'، وأكد أنه مستمر في مهمته رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهه.
من جانب آخر أعلن إرفيه لادسوس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، عن درس احتمالات الدعوة لإرسال بعثة تساعد في نشر الاستقرار في سوريا في المستقبل.
وقال لادسوس في مؤتمر صحفي بنيويورك إن الوضع الراهن في سوريا لا يسمح بنشر بعثة لحفظ السلام، وأشار إلى أن العامل الأمني سيكون رئيسيا في تحديد ذلك، وأكد أن الهيئة الدولية تدرس 'السيناريو المحتمل الذي قد تتم دعوتنا فيه للمساعدة في نشر الاستقرار في البلاد ودعم العملية السياسية، وفعل ما يمكن لتوفير الشعور بالأمن لبعض الجماعات التي قد تشعر بالتهديد'.
تعليقات