ذعار الرشيدي يرى أن أغلب الوزراء 'أهل لمناصبهم' والمشكلة بالنهج

بحة فيروز..ونهج الحكومة
بقلم: ذعار الرشيدي

ذهب احد أقربائي بسيارته القديمة «قدم الفراعنة» إلى محل ميكانيكي سيارات بعد ان وجد ان سيارته لا تعمل كما يجب، وعندما وصل إلى المحل احب ان يستعرض قريبي خبراته (غير الموجودة أصلا) وقال للميكانيكي بعد ان فتح غطاء المحرك «اعتقد ان سيارتي بحاجة إلى محرك جديد لأن كهرباء السيارة يبدو أنها لا تعمل كما يجب»، فما كان من الميكانيكي الا ان قام بفحص السيارة بنظرة سريعة شاملة واستمع لصوت المحرك الناعم الذي يكاد يشابه صوت فيروز «مع البحة»، ووجد ان المحرك جديد، فقال لقريبي «يا عمي المحرك ما فيه شي بس الواضح ان المحرك بده سيارة جديدة».

****

لو قمنا بقياس كفاءة أغلب الوزراء في الحكومة الحالية كأشخاص في معزل عن الوضع السياسي العام لوجدنا انهم أهل لمناصبهم (ما عدا وزيرين.. والله ما أسلمهم قسم فيه 3 موظفين)، المهم، وكما ذكرت اغلب الوزراء هم أهل لمناصبهم، لكن المشكلة ليست فيهم، بل في النهج الحكومي العام، الوزراء على درجة من الكفاءة المقبولة في الغالب، ولكن المشكلة في أسلوب الإدارة الحكومية العام في التعاطي مع كل شؤون مفاصل الدولة في كل الوزارات، النهج «السيارة» الذي يجب تغييره هو منح كل وزير كامل صلاحياته ومطلق قراراته باستقلالية تامة، وليس كما هو حاصل اليوم، وزراؤنا يتمتعون بالكفاءة ولكن المشكلة لا تعمل أبدا في ظل وجود قيود سياسية من أكثر من جهة، المشكلة ليست في الحكومة ولا وزرائها بل المشكلة في النهج الحكومي المتبع في التعاطي مع الشأن السياسي والعام، وهذا يجب أن يتغير.

****

النهج الحقيقي الذي يجب أن ندعو لتغييره نزع مركزية القرار من جميع الوزارات، واتباع مبدأ المحاسبة اللاحقة، فالوزير الذي لا يؤدي خطة عمل وزارته حسب البرنامج الحكومي تتم إقالته فورا، وليس كما هو حاصل اليوم، يمنع الوزير من اتخاذ قرارات تعتبر من صميم اختصاصاته وإذا حصل خطأ ما وتمت محاسبته من قبل مجلس الأمة قامت الحكومة ورفعت شعار «وزيرنا لن يسقط».

****

اسألوا أي ميكانيكي سيقول لكم... الماكينة جديدة بس سيارتكم قديمة.