أغنى رجل في قطاع التكنولوجيا غير مُلم بها بقلم جون بول راثبورن

الاقتصاد الآن

682 مشاهدات 0


خسر أغنى رجل في العالم ملياري يورو تقريبا في أوروبا بسبب مسألة حقوق وسعر سهم ينهار في شركة الاتصالات الدنماركية، ''كيه بي إن''، أول مشروع جادٍّ له خارج الأمريكتين. وبالعودة للوطن في المكسيك، يبدو أن المنظمين يعتزمون مهاجمة قلعة الاتصالات الخاصة به من خلال زيادة المنافسة.

وفي هذه الأثناء، انخفضت الأسهم في ''أمريكا موفيل''، الشركة التي قضى العقد الماضي في بنائها، بنسبة 10 في المائة في 13 شباط (فبراير) بعد أن أبلغت عن انخفاض بنسبة 8 في المائة في الأرباح. فهل خسر سليم، الذي يملك ثروة طيبة السمعة بقيمة 69 مليار دولار، لمسته التي تشبه لمسة الملك ميداس؟

ويقول لـ ''فاينانشال تايمز'' خلال وجوده في مكتبه في الطابق الأول في حي ''مكسيكو سيتي'' للأعمال: الحمد لله، لم أملك أبدا لمسة ميداس. ألا تعرف القصة؟

هذه ملاحظة بارعة سريعة البديهة من أحد أقطاب الأعمال الذي يبلغ من العمر 73 عاما، الذي يجمع بين سمعة متعلقة بالقدرة على تحديد وقت الأعمال، لا تشوبها شائبة، واستحسان للحكمة البسيطة العادية.

ويبقى السبب وراء كونه نشطا في أوروبا غير واضح. ويقول سليم على نحو محير: نحن في أوروبا لأننا نريد أن نكون في أوروبا. لكنه يقول إنه ليس قلقا بشأن استثماراته هناك، وهي تتكون من حصة تبلغ 23 في المائة في ''تيليكوم أوستريا'' وملكية بنسبة 28 في المائة في شركة كيه بي إن.

ويقول سليم: سعر السهم مهم، في النهاية. لكن متى تأتي النهاية؟ نحن نلقي نظرة على المدى الطويل.

وربما يكون هذا مجرد رجل غني يحاول تفسير خسارة نادرة، وربما مهينة بعد حدوثها، ولكن ذلك يتلاءم مع ما يزعم أنه ماله المكتسب في عالم الأعمال.

ويقول: هناك مضاربون يشترون ويبيعون، وهناك مستثمرون، مثل وارن بافيت، وهناك رجال أعمال، مثلي الشيء المهم هو الرؤية الخاصة بالأعمال – الأرباح المتوقعة والتنمية – وليس ما إذا كان سعر السهم يرتفع أو ينخفض. مد سليم ذراعه وضغط على جرس على المنضدة، وانطلق خادم إلى داخل الغرفة، حاملا وثائق ملء ذراعين، وأخذ سليم واحدة ومررها عبر الطاولة، إنها وصاياه العشر، وثيقة فلسفية عن مبادئ الأعمال.

انظر إلى هذه، رقم ثمانية، إنها تأتي من والدي: التفاؤل والصبر الثابتان دائما ما يؤتيان ثمارهما.

وهذا النهج العتيق يعرّف جزئيا سليم، فهو يستمتع بحقيقة أن سيارته المرسيدس عمرها عشر سنوات. ويصف في بعض الأحيان قطاعه وفقا لمفاهيم قديمة. ''الشباب، كما تعلم، عندما يجرون مكالمة، من خلال ماذا كان اسمه؟'' الهاتف؟ ''آه نعم، المحمول؟''

والمفارقة في عدم إلمام سليم الظاهر بالتكنولوجيا هي أن شركته تستثمر الآن بشكل كبير - 10 مليار دولار في العام – للبقاء في الجبهة التكنولوجية لقطاعه. وقد سمح هذا لشركة أمريكا موفيل ببيع خدمات ثلاثية – الصوت، والإنترنت، والتليفزيون – في جميع أنحاء الأمريكتين.

والاستثناء الصارخ الوحيد هو المكسيك، حيث وضعته السلطات حتى الآن في حدود الاتصالات الهاتفية والإنترنت. وعلاوة على ذلك، تبدو حكومة المكسيك الجديدة عازمة على أن تقلل من حجم شبه احتكاره لقطاع الاتصالات وخلق فرص للداخلين الجدد.

ويبدو سليم دفاعيا، فعند سؤاله عما إذا كان يشعر أنه مضطهد أجاب بـ ''لا'' حادة. وعند سؤاله عما إذا كان يعتقد أن الحكومة وقعت تحت سيطرة منافسيه، قال: من الأفضل أن تسألهم.

وعند سؤاله عن دراسة من قبل ''منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية'' تزعم أن وضعه المهيمن في مجال الاتصالات في المكسيك خنق النمو الاقتصادي، اعتمد على كم هائل من الإحصاءات لدحض هذه النقطة. وقد قامت ''أمريكا موفيل'' بعمل عرض مفصل لأعمالها الاستثمارية في شهر كانون الثاني (ديسمبر) حقق نفس النتيجة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الشيء الواضح هو أنه إذا كانت الحكومة الجديدة جادة بشأن المنافسة، التي ستضر بأعماله في مجال الاتصالات، سيكون عليها أيضا تناول سوق التليفزيون، الذي يهيمن عليه حاليا اثنان من المشغلين، ''تيليفيزا'' و''أزتيكا''، وقد يفيد هذا سليم.

ويقول: المحتوى مهم للغاية، نحن نريد أن نقدم لعملائنا كل ما يريدون مشاهدته، عندما يريدون مشاهدته، وبالسعر الذي يفضلونه. وقبل أن تنتهي مناقشاتنا، تحول الحديث إلى الأرجنتين، فمعظم رجال الأعمال يجدون سلطتها التنظيمية لا يمكن التنبؤ بما ستفعله وقيود العملة تحدٍّ صعب. فكيف يراها؟ ''أنا أحب الأرجنتين، بلد رائع، يمكن التنبؤ بما سيحدث فيها إلى حد كبير: فبإمكانك أن تكون متأكدا دائما من أنك لن تحصل على دولارات هناك.

وهذه ملاحظة شخص كان في الناصية التالية، ورأى الأزمات تأتي وتمضي، وازدهر في كل الأوقات.

وكما تقول وصيته التاسعة: كل الأوقات أوقات جيدة لأولئك الذين يعرفون كيف يعملون

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك