احتفالاتنا الوطنية هالسنة كانت غير برأي د. فيصل أبو صليب

زاوية الكتاب

كتب 559 مشاهدات 0


بلادي وإن جارت عليّ عزيزة..

كتب د. فيصل أبوصليب
 
الاحتفالات الوطنية هذا العام مختلفة، فهناك غُصّة في حلوق الكثيرين، وحالة إحباط مستشرية في نفوسهم، وهناك منهم من أعلن أنه لن يحتفل هذا العام بالأيام الوطنية ، احتجاجاً على الأوضاع الراهنة، والملاحقات الأمنية، والاعتقالات التعسّفية، وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع هذا الموقف السياسي، إلا أنه يعتبر أمراً خطيراً يجب على من يهمه الأمر أخذه في الاعتبار، فهذه المشاعر السلبية والمواقف الاحتجاجية مؤشر مهم على ظاهرة الانعزال الاجتماعي التي بدأت بوادرها بالظهور في المجتمع الكويتي، وهذه الظاهرة تعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى ظهور حالة التطرف والعصيان والعنف في أي مجتمع.
 
ولو رجعنا قليلاً إلى الوراء، نجد بأن مرسوم الصوت الواحد قد أدى إلى ظهور ردة فعل معارضة لدى عدد لا يستهان به من أفراد المجتمع، وتعتبر نسبة مقاطعة الانتخابات الأخيرة مؤشرا لحجم هذه المعارضة الحقيقي، وقام بعض من اعترض على هذا المرسوم، ولا يزال بالاحتجاج السلمي، ومحاولة إبطاله من خلال وسائل الضغط السياسي، ولكن عدم الالتفات لصوتهم، بل وملاحقتهم باستخدام القانون، وإغراقهم بالقضايا، التي تهدد مستقبلهم كشباب في مقتبل العمر، كل ذلك أدى إلى شيوع حالة من التذمر والغضب الكامن والإحباط والسلبية لدى عدد كبير منهم، تجلّت خلال هذه الأيام من خلال رفضهم للاحتفال بالأيام الوطنية لبلادهم، وذلك لإحساسهم بالظلم والغبن والخوف من المستقبل.

إذن، فحقيقة الأمر بأن مرسوم الصوت الواحد بتبعاته السياسية والاجتماعية جعل الكثيرين من أبناء الشعب الكويتي يشعرون بأن هذه المرحلة لا تمثّلهم، لشعورهم بأن السلطة مارست تجاههم الإقصاء والتهميش، فاعتقدوا في قرارة أنفسهم بأن الذين يحتفلون هذه الأيام بالأعياد الوطنية هم فقط الذين شاركوا في الانتخابات الأخيرة، أو هم الذين قبلوا بمرسوم الصوت الواحد ولم يشاركوا معهم في الحراك السياسي، وفي قادم الأيام سوف يلجأ هؤلاء شيئاً فشيئاً، خصوصاً إذا فشلوا في تحقيق أهدافهم من خلال الحراك الحالي، إلى الانعزال عن بقية أفراد المجتمع وعن السلطة وعن الدولة، وهذا الأمر غاية في الخطورة لأنهم سيصبحون حينها أرضاً خصبة لتقبل الأفكار المتطرفة التي لا تقوم على الوسائل السلمية كما كانت، بل تعتمد بشكل أكبر على الاحتجاج العنيف. 

 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك