تعلموا من الحكام كيف يفتحون أبوابهم وقلوبهم للناس، يقولها ناصر العليمي لأصحاب الأبواب المغلقة
زاوية الكتابكتب مارس 1, 2013, 5:28 ص 1443 مشاهدات 0
الأبواب المغلقة ضياع للأمانة
بقلم: ناصر العليمي
من السهولة لأي مواطن أن يقوم بتحديد موعد لمقابلة حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، وكذلك أحد كبار الأسرة الحاكمة. قمت شخصيا بتحديد موعد بالهاتف لمقابلته وخلال نصف ساعة تقريبا جاء الرد وتمت مقابلته في اليوم الثاني. والأسبوع الماضي وددت مقابلة ولي عهد دولة شقيقة وأنا بالكويت فتم الرد خلال ساعة باتصال هاتف يتم تحديد يوم وساعة المقابلة على أن تكون بعد يومين، وتمت المقابلة بحمد الله. ومن المؤسف عندما نشاهد بعض الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدين بل والمدراء لا تستطيع الناس مقابلتهم لمدة أسبوع وشهر بل ولمدة 6 أشهر ويتمترسون خلف أبوابهم المغلقة ومدراء وسكرتارية لمكاتبهم يتفننون بالمراوغة والدهاء.
اعلموا بأن الأيام دول وكما تفعلون بالناس، سيأتي اليوم الذي تتمنون مقابلة من سيجلس بأماكنكم الحالية ولو دامت لغيرك ما اتصلت إليك وكما تدين تدان.
إن الله عزّ وجلّ لم يجعل بينه وبين عباده حجابا، فقال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين يجعلون بينهم وبين الناس حجابا أو حواجز، وقد سمعنا عن مسؤول كبير في إحدى الدول الشقيقة حينما خلع أبواب مكاتب المسؤولين وحطم الحواجز التي بين الموظفين والمراجعين ليكسر الحاجز النفسي ويبعث رسالة مفادها: «نحن منكم وفي خدمتكم». لذلك الناس لا تريد الا من يستمع لها ويفتح قلبه قبل بابه ليعرف المسؤول أين الخلل ويستمع لمظالم وشكاوى وحقوق الناس لتتحقق الامانة التي حملها الإنسان وأبت أن تحملها السموات والأرض والجبال وأشفقن منها.
إن من يختبئ خلف الأبواب ويغلقها في وجوه البسطاء من الناس ولا يستمع لهم ويقوم على حاجاتهم ويسهل أمورهم ويفتح أبوابه للواسطات والمتنفذين فقط لابد انه يعاني من شيء في نفسه، أما الواثق من نفسه فلا يغلق بابه في وجه الآخرين، فخدمة الناس ومقابلتهم واجب لأنه بالمقابل كل مسؤول موظف وله راتب شهري ولا يعتقد أنه يمنّ أو يتفضل على الناس بمقابلته لهم وانجاز متطلباتهم. إن من علامات نجاح المؤسسات سهولة الوصول لمسؤوليها، أما المؤسسة التي أبواب مسؤوليها مغلقة في وجه الناس فإنها حتما ستسير في طريق السقوط والتخبط، فكيف تتطور ومسؤولوها لا يستمعون ولا يعرفون نقاط الخلل لكي يقوموا بإصلاحها وتطوير العمل؟!
لذلك أقول لبعض المسؤولين دون رياء أو مجاملة: تعلموا من الحكام كيف يفتحون أبوابهم وقلوبهم للناس.
تعليقات