د. سامي خليفة لإئتلاف المعارضة، عرفتم الحق وأخطئتم الطريق

زاوية الكتاب

كتب 516 مشاهدات 0


نصيحة لائتلاف المعارضة

د. سامي ناصر خليفة


بعد إعلان المعارضة السياسية في الكويت ائتلافها، وما رافق ذلك من علامات الاستفهام الكثيرة قبل وأثناء وبعد الإعلان، وبعد أن أثبتت الكثير من خطوات المعارضة بكل فصائلها وتعدّد مشاربها أنها لم تكن حكيمة، بل تفتقد إلى الحصافة والموفقية، أصبح لزاما علينا مناصحتها، وخاصة أنهم إخوة لنا في المواطنة وشركاء لنا في بناء هذا البلد الكريم.
نقول لهم إنكم أنتم كمن عرف الحق وأخطأ الطريق.. فنعم كبيرة لمطالبكم الفطرية الطبيعية التي تمثل الحد الأدنى من الحراك الإصلاحي الذي ينشد التطور السياسي لأي بلد طامح في مواكبة تطلعات وأمنيات أبنائه من جيل اليوم والأجيال القادمة. ولا غبار على تلك المطالب مهما كان سقفها عاليا
ما دامت نابعة من إرادة حقيقية في إصلاح البلد وترميم مواقع الضعف أو الخلل فيه. ولكن نضع أمامكم لا كبيرة.. وكبيرة جداً ضد المسير المنحرف الذي تم اتباعه بهدف تحقيق تلك المطالب! ولا أخرى كبيرة جداً لترك كبينة قيادة الإصلاح مرتعاً لبعض الأسماء التي عششت بها أمراض نفسية مزعجة وعقد اجتماعية خطيرة، وتلك هي الطامة الكبرى التي ساهمت بفاعلية في تشويه سمعة هذا الصرح القيمي الضارب في جذور تاريخ الكويت السياسي.
 لذلك كان خطاب المعارضة ذا رائحة إقصائية إلغائية نتنة، وذا ذوق فئوي عنصري طائفي يصعب على الشارع الكويتي تقبله، وكان الأسلوب جلفاً نافراً لا يمكن أن يكون جاذباً للمجتمع، ناهيك عن أن تتوفر فيه مقوّمة الوطنية أصلاً. نعم.. لم نشعر بتاتاً طيلة الفترة الماضية أن المعارضة كانت وطنية في خطابها وأسلوبها. ولذلك أدت نتائجها في المرحلة السابقة إلى تقسيم المجتمع وتمكين ثقافة البغض والكراهية والأنانية من البقاء جاثمة على صدر البلاد والعباد.
 من هنا أجد من المهم أن يبادر ائتلاف المعارضة اليوم- إذا ما أراد أن يستوعب الجميع- إلى قبول الاعتراف بخطورة استمرار شعلة الخطاب السابق التي ملأت أجواء البلاد بالدخان الأسود الملوث نتيجة لسلوكيات مضطربة وغير سويّة عانى منها بعض حامليها أشد المعاناة، وما عليهم اليوم إلاّ استبعاد تلك الشخصيات التي تمثل نموذجا في سوء الخلق وقلة الأدب كي يسهل الأمر لتنقية الخطاب من ملوثاته. حينها قد تكون الأجواء أكثر إيجابية لعودة مفهوم الحركة الإصلاحية في البلاد إلى حضنها الحقيقي ذي الوجه الناصع والمستقبل المشرق. أعرف، إخواني في ائتلاف المعارضة، أن مفردات التشخيص هنا في مقالي قاسية نوعا ما، ولكن لا يمكن أن ننشد الخير لبلدنا بلغة التزلف والمجاملة، وعلينا أن نضع النقاط على الأحرف حين التشخيص وإبداء الحلول. والله من وراء القصد.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك