زايد الزيد يدفع ثمن دفاعه عنا وعن مقدراتنا
زاوية الكتابالرويحل : نذر نفسه للحرب مع مؤسسة الفساد والسجن سيكون مصير الشرفاء
كتب مارس 5, 2013, 9:43 ص 745 مشاهدات 0
كتب محمد الرويحل مقالاً حول حبس الزميل زايد الزيد ناشر تحرير بسبب مقال انتقد فيه هيئة الاستثمار ، مبدياً استغرابه من محاكمة الزيد وفقاً لقانون الجزاء وليس قانون الصحافة المرئي والمسموع ، ومؤكداً أن الزيد يدفع ثمن دفاعه عنا وعن مقدراتنا ، والذي استحق أن يكون مقال اليوم :
يبدو أن كل الشرفاء الذين يحلمون بدولة المؤسسات والقانون ومحاربة الفساد والمطالبة بالاصلاح والتنمية الحقيقية سيكون مصيرهم الويل والثبور والزج بالسجون كالزميل زايد الزيد الذي يدفع ثمن كشفه لمنابع الفساد ومؤسسته إثر مقالة انتقد فيها الهيئة العامة للاستثمار وسلط الضوء على مخالفاتها بناء على تقارير من ديوان المحاسبة وتقارير أخرى من نقابة الهيئة ولا أفهم كيف يحاكم كاتب صحفي إثر مقالة صحفية بقانون الجزاء وهو الامر الذي استغربه المحامي الحميدي السبيعي الذي قال إن حبس زايد الزيد يؤسس سابقة خطيرة إذ لا حصانة للصحافيين إذا ما قدموا كمتهمين وفقا لقانون الجزاء وليس كما هو معروف من تقديمهم وفقا لقانون الصحافة او المرئي والمسموع ، والغريب أن هناك من هو محسوب على الصحافة والكتاب ويشتم ويسب بمقالاته وبطريقة مقززة ومنحطة وغير هادفة وموجهه لاشخاص بغرض الاساءة لهم دون ان تهدف مقالاتهم لنقد بناء أو تسليط الضوء على خلل ما بمؤسسات الدولة لاصلاحه ولم نسمع أو نقرأ عن سجن أحدهم الأمر الذي يجعلنا نجزم بسيطرة مؤسسة الفساد على مفاصل الدولة ، والأغرب أن من قدم الشكوى ضد زايد الزيد هم من اشتهروا بخطاباتهم في الدفاع عن الحريات وحماية الدستور الذي كفل حق التعبير عن الرأي الأمر الذي أدخلنا في دائرة الشك ممن يصرح بهذه الحقوق ويخالفها ..
ويبدو أن مؤسسة الفساد استطاعت أن تخترق كل ما هو جميل بالنسبة لنا لتكشف لنا بعض دعاة المبادئ والحريات لتعريهم أمامنا ، فبعد أن استحوذت على كل مفاصل الدولة استطاعت وبنجاح أن تستحوذ على أصحاب المبادئ والحريات الذي يختمون حياتهم السياسية بفعل ما يناقض ما يدعون ويطالبون به ..
ولعل هذه المؤسسة قد نجحت بتلقين خصومها دروسا قاسية ومؤذية بل واستطاعت أيضا أقصاءهم من المشهد العام وتشتيت جهودهم وتفريق جموعهم لتنفرد بهم فردا فردا ...
ولاننا في زمن الفساد والمفسدين وسيطرتهم فلا يمكن لعاقل أن يتوقع أن ما حصل لزايد الزيد وغيره من الشرفاء هو أمر غير متوقع ولا يمكن حدوثه بهذا الزمن ، فكما كان الشرفاء في مواجهة الفساد وأذرعته يتعرضون للاعتقال والضرب والملاحقات في كل مكان فلا نستغرب ما حصل لزايد الزيد وغيره من الشرفاء الذي نذروا أنفسهم لهذه الحرب الضروس مع هذه المؤسسة القذرة التي تنشر سمومها في المجتمع وتستحوذ على مقدراته ..
يعني بالعربي المشرمح الزميل زايد الزيد دفع ثمن دفاعه عنا وعن مقدراتنا كشعب وما حصل له مجرد رسالة لكل من يجرؤ على محاربة الفساد ومؤسسته من الكتّاب الشرفاء وسيكون مصيره مصير زايد الزيد وقد يكون أقسى بل قد تكون الرسالة تعني أيضا أن مؤسسة الفساد تمكنت من الاستحواذ على مفاصل الدولة وقراراتها وتبعث برسائل لخصومها بأنها صاحبة الحل والعقد والمسيطرة على كل شيء وعلى الشرفاء والمخلصين أن يقبلوا بهذا الواقع ويتعايشوا معه أو يصمتوا وإلا فالويل والثبور والزج بالسجون لمن يجرؤ جرأة زايد الزيد الكاتب السجين الأمر الذي يجب على الكتاب الشرفاء أن يشدوا الأحزمة لينتظروا مصيرهم اذا ما استمروا بمحاربة الفساد والمطالبة بالاصلاح ...
محمد الرويحل
تعليقات