أبو طلال، أنت حر وهم المحبوسون

لأنك زايد الزيد

كتب محمد مساعد الدوسري

يتم حبس الزميل زايد الزيد، لأنه تحدث عن فساد هيئة الاستثمار وما يجري فيها من مخالفات تناولتها تقارير ديوان المحاسبة، فضلا عما قدمته نقابة الهيئة من مخالفات واضحة، وتتحول القضية من اتهام لأشخاص بصفتهم أعضاء في هيئة الاستثمار إلى دعوى مدنية بشخوص الشاكين مدعين أن الزيد تعرض لهم شخصيا.

لأنك زايد الزيد موجع الفاسدين وكاشف الكاذبين تتم مطاردتك بهذا الشكل، ولأنك يا زايد أكثر من عرى مدعي الوطنية والليبرالية وحماة الحقوق المدنية، يحاول البعض الاقتصاص منك بعد أن كشفت آخر ورقة دينار تستر عوراتهم الفكرية، ولأنك زايد الزيد من حارب الفساد كاشفا صدره له، فإن أعوان الفساد من المستترين باسم الوطنية يريدون غرس سهامهم في صدرك.

زايد الذي يُحبس في قضية رأي نتيجة ما كتبه في مقال له، هو ثاني كاتب رأي يحبس بسبب مقال، الأول كان أحمد البغدادي غفر الله له ذنبه العظيم الذي حبس بسببه عندما أساء لرسول الأمة صلى الله عليه وسلم، وحينها رأينا كيف هب مدعو الليبرالية والمدنية في الدفاع عنه بطريقة تثير الغثيان، ليعود اليوم نفس الأشخاص برفع دعوى لحبس كاتب والهجوم عليه والصمت عما يتعرض له، إنها فضيحتهم التي ستلازمهم لآخر الدهر.

لأنك زايد الزيد الوطني الذي يحارب الفساد، لم تمهلك وزارة الداخلية لتترجل من الطائرة وتذهب لأخذ العزاء في والدك رحمة الله عليه، بل بادرت لاعتقالك عند باب الطائرة، وهي ذات الوزارة التي تغاضت عن تاجر لحوم فاسدة وتركته يخرج من البلاد رغم صدور حكم بحبسه، وخروج آخر شتم شرائح من الشعب الكويتي، وكله يكشف لنا كيف تدار البلد بطريقة فاسدة لطالما حاربت ما تقوم به من فساد.

أبو طلال، أنت حر وهم المحبوسين، محبوسين في رذائلهم وخطاياهم وفسادهم وعدم مقدرتهم على مواجهة الناس إلا من خلف جدران المال الحرام والإعلام مدفوع الأجر، ولأنك زايد الزيد فإنه لا خوف عليك، الخوف على أشباه الرجال من أشكالهم، أما أنت فخلقت لتكون نجما يهوي على رؤوسهم العفنه.