د.شملان العيسى.. محبط!!

تجمع عهد
د.شملان يوسف العيسى

تلقيت دعوة كريمة من الأخ فيصل القناعي لحضور ندوة «تجمع عهد» في ديوان فيصل المزين.. ولم أحضر فعالية انشاء الكيان السياسي الجديد «تجمع عهد» هدفه الدفاع عن هيبة وسمعة الكويت ونظام الحكم والرد على كل من يسيء لهما.
اننا نبارك للاخوة الذين حضروا الاجتماع على انشاء الكيان السياسي الجديد الذي يهدف للدفاع عن الكويت ونظام حكمها.. ونتمنى للجميع الاستمرارية والعمل على تحقيق ما يصبون اليه.
اود ان اشارك الاخوة المتحمسين لانشاء هذا الكيان الجديد بأن السبب الرئيسي الذي دفعني لعدم حضور الاجتماع الأول هو حالة الاحباط وعدم الرضا التي أمر بها بسبب كثرة وتعدد التنظيمات السياسية التي تؤسس شهريا في الكويت.. اننا لا نبالغ عندما نقول ان النيات الطيبة وحماس الناس المخلصين لهذا البلد بأن عليهم مسؤولية انقاذ بلدهم عن طريق الدفاع عن دستورها وكيانها وشرعيتها.
انشاء تنظيم سياسي جديد يتطلب حواراً مستفيضاً يبلور الأفكار والأهداف التي يطمح الجميع لتحقيقها.. لا احد يختلف حول الولاء والحب للكويت.. لكن السؤال كيف يمكن تحقيق هذا الهدف هل الولاء للكويت مثلاً يعني أن يأتي هذا الولاء من خلال الولاءات الجانبية مثل الولاء للقبيلة او الطائفة او العائلة؟ هل المجتمعون في ديوان المزين متفقون على التخلي عن الولاء القبلي او الطائفي او الديني واحلال الولاء الوطني اولا.. عملياً وفعلياً.
ثانيا: هل التنظيم الجديد سيكون توجهه السياسي دينياً ام مدنياً هل هل يريد اصحاب التنظيم الجديد ان يكون تنظيمهم مدنياً محافظاً على مدنية الدولة الكويتية ودستورها أم سيكون اعضاء التنظيم مجاملين مترددين مثل حكومتهم لا يريدون الحسم ورفض اي افكار ومقترحات تحاول مس مدنية الدولة.
ثالثا: ما موقف التنظيم الجديد من قضية الحريات هل سيحمون مفهوم الحريات الخاصة والعامة بما في ذلك حرية الأهل في اختيار التعليم المختلط او المنعزل.. هنا سيدخل التنظيم الجديد في اشكالية تبني الديموقراطية الليبرالية او الديموقراطية الشكلية المعمول بها في معظم دول العالم الثالث؟!
رابعاً: اثار «تجمع عهد» بان هدفهم الدفاع عن هيبة وسمعة الكويت ونظام الحكم.. وهذا شيء طيب لكن ماذا سيكون موقف التنظيم في حالة اتخذت الحكومة ووزراءها موقفاً سلبياً في قضايا الفساد ومحاربة المحسوبية والتعيينات السياسية وشراء الذمم.. هل سيبارك «تجمع عهد» موقف الحكومة مهما كان موقفها أم سيتخذ موقفاً معادياً للحكومة في حالة خروجها عن قطار الاصلاح؟!
واخيراً نرى ان نجاح اي تنظيم سياسي في الكويت يعتمد اعتماداً كلياً على تفرغ اعضائه للعمل فيه واهمية ان يكون لديهم تنظيم هرمي قوي يتابع كل اعمال الاعضاء ويوسع العضوية.. المشاركة والحوار والحرية اهم اسس نجاح أي تنظيم سياسي .