'اللصوص' هم المفضلون في دولة الاعتقال العظمى.. محمد الدوسري يذكر بعض الأمثلة
زاوية الكتابكتب مارس 8, 2013, 3:43 ص 783 مشاهدات 0
دولة الاعتقال العظمى
كتب محمد مساعد الدوسري
في هذه الدولة، يكفي أن تكون مواطنا صالحا لتعتقل، فإذا كنت تتفاعل مع ما يجري في وطنك، وتؤمن بأهمية الفرد في إصلاح الشأن العام وتتحرك دفاعا عن حقوقك وحرياتك، تكتب أو تشارك في مسيرة أو تعتصم في مكان ما، فإن جزاؤك السريع هو الاعتقال.
المواطن الخامل غير المشارك في أي نشاط وطني هو المواطن المثالي لهذه الدولة، المواطن الذي يشتري الكيك من السوق ويضيف عليه قليلا من صوص الشيكولاته ثم يبيعه على أنه كب كيك هو المواطن الحلم، أو ذاك الذي يصبر على فساد الدولة وأحواله تتردى كل يوم.
أما المواطن اللص، فهو المواطن المفضل في دولة الاعتقال العظمى، فهو مواطن يترقى سريعا في الحياة الاجتماعية لهذه الدولة، وتتم مكافأته بقدر ما يسرق من أموال الشعب، وتفتح له الأبواب في كل مكان، ويعجز عنه الجميع، فلا يدان في قضايا تضخم الاموال، ويمكن له أن يكون مشرعا في برلمان هذه الدولة بكل سهولة.
نصل إلى المواطن المتزلف مساح الجوخ، وهو مواطن يرمى عليه فتات ما يسرقه المواطن اللص، ويعمل في بعض المؤسسات الإعلامية المملوكة للصوص، عمله قائم على تزييف الحقائق ومسح جوخ اللصوص. والهجوم على كل بادرة إصلاح في الدولة، فهناك دور لكل مواطن في هذه المنظومة، ولا يجب أن يحيد أحد منهم عن طريقه إلا المواطن الصالح، إذ يجب عليه الانضمام لإحدى الفئات الفاسدة حتى تسكت عنه الدولة.
ماذا تتوقعون لمستقبل هذه الدولة نتيجة لما تقوم به؟ هل يمكن أن تحقق تنمية أو تبني شيئا للمواطن، نعم ستبني الخراب المرعب فقط.
تعليقات