اعرف الباطل تعرف أهله.. هذا ما يراه سامي خليفة
زاوية الكتابكتب مارس 10, 2013, 12:45 ص 734 مشاهدات 0
الكويتية
اعرف الباطل تعرف أهله..!
د. سامي ناصر خليفة
بعد نجاح الثورة الشعبية في إسقاط حكم الشاه الموالي للغرب، وبعد بداية عهد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحديدا في مطلع الثمانينيات، أعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر خريطة طريق إدارته في مواجهة التغيرات الجديدة في المنطقة آنذاك، قائلا إنه «من ضروريات الأمن القومي الأميركي إسقاط الثورة الإيرانية»! فجاءت الحرب العراقية المفروضة على إيران، بهدف التمهيد لإسقاط النظام هناك، وواكب ذلك حصار اقتصادي غربي ظالم بدأ منذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا!
وعندما فشلت القوة العسكرية الإقليمية في إسقاط النظام بإيران، اضطر الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، في منتصف الثمانينيات، إلى إعلان خريطة طريق أخرى تعتمد في إسناد القوى الإقليمية على قوات أميركية للتدخل السريع، كان ذريعته وتبريره أنه «من ضروريات الأمن القومي الأميركي تأمين وصول نفط الخليج»! فجاءت قوات التدخل السريع (دلتا)، وهي أساطيل بحرية قيل لنا إن مهمتها حماية دول الخليج العربية!
وعندما فشلت أميركا في إسقاط النظام الإيراني عسكريا، توجهت بداية التسعينيات إلى استنزاف المنطقة في حرب أخرى بطلها من جديد النظام الصدامي في العراق، مع توجيه البوصلة هذه المرّة للكويت، وخاصة أن هناك مئات المليارات قد دخلت البنوك الخليجية نتيجة لبيع النفط واستثمار عائداته، ما يتطلب الأمر إيجاد مكيدة ومخطط خبيث لاسترجاعها! فجاء تصريح الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش قائلا: «إنه من ضروريات الأمن القومي الأميركي حماية مصالح أميركا في الخليج»! ليأتي حينها بنصف مليون جندي من أجل تحرير بلادنا من نظام هو من أوعز له بدخول الكويت، ولتأتي النتيجة تحريرا لبلادنا من جانب، ولكن رافق ذلك خروج مئات المليارات من الدولارات إلى الغرب، وسلب القرار السياسي والاقتصادي والأمني في دول الخليج بعنوان «التعاون» من جانب آخر، وتأسيس ست قواعد عسكرية دائمة على أراضي دول الخليج الست!
وبعد ذلك أعلن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون منتصف التسعينيات أنه «من ضروريات الأمن القومي الأميركي اعتراف العرب بإسرائيل»!.. فجاء بعملية «استسلام» معلنة بين الأنظمة العربية وحكومة العدو، تمثل أسوأ عنوان لإذلال الأنظمة العربية آنذاك، بما فيها السلطة الفلسطينية!
ثم يأتي الرئيس جورج دبليو بوش الابن ليرسم خريطة طريق أخرى في المنطقة العام 2000 قائلا: «إن من ضروريات الأمن القومي الأميركي خلق نظام دولي جديد قائم على مكافحة الإرهاب الدولي»! ليترجم سوء مخططه بحربين في أفغانستان والعراق، حصدتا الملايين من البشر قتلا وتشريدا، وأعادتا المنطقة عقودا إلى الوراء!
يعلن بعدها بوش نفسه العام 2005 أنه «من ضروريات الأمن القومي الأميركي تفوّق إسرائيل على العرب»!.. فجاء بنظرية «الشرق أوسط الجديد»، كانت الحرب الإسرائيلية على لبنان أولى ثمارها!
ليأتي بعده الرئيس الحالي باراك أوباما قائلا: «إن من ضروريات الأمن القومي الأميركي إضعاف العرب وإشغالهم ببعضهم البعض»! فتبنّى نظرية «الفوضى الخلاقة»، وأشعل فتنا دينية في مصر والسودان، وفتنا أخرى طائفية في العراق ولبنان والخليج!
بعد تاريخ ضروريات الأمن القومي التي جاءت بكل تلك الحروب والمآسي في المنطقة، ترى ماذا يحمل القادم من السنوات من نظريات بائسة ومؤامرات دنيئة، بتبرير حماية الأمن القومي الأميركي؟!
سؤال أتركه لأبنائنا من حملة راية التجديد والنهضة في الأجيال القادمة، من الذين يعتقدون بأن الربيع العربي هو فعلا «عربي»!
تعليقات