المعارضة لدينا كالخرسانة مسبقة الصب.. برأي نايف العدواني

زاوية الكتاب

كتب 883 مشاهدات 0


الشاهد

المعارضة مسبقة الإعداد

د. نايف العدواني

 

في قول لزميل مخضرم »كل معارضات العالم صنيعة الشعوب فهل ينسحب هذا على كل من في المعارضة الكويتية منذ فصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء«؟ وأضيف ان المعارضة في كل دول العالم هي نتاج شعبي من رحم الامة كردة فعل على تجاوزات الحكومات وتأصيلها للمصالح الطبقية. بمساعدة قوى الضغط التي تحاول لجم طموحات الشعب واخضاعها الى سلطة القواعد السلوكية الصارمة والمفاهيم العقلية المصبوبة في قوالب جاهزة. وذلك بهدف قمعها بسيف تطبيق القانون. ومن أجل ذلك حتى لا يفلت زمام المبادرة من السلطة تلجأ السلطة الى صنع معارضة تتبنى بعض أطروحات الحراك الشعبي لتظهر بمظهر المحامي والمدافع عن الشعب وهي في الحقيقة تساعد السلطة في تسيير دفة مركب المعارضة الشعبية في هيجان عنفوانه وتلاطم مطالبه مع السلطة لتدخله بسلام الى ميناء السلطة لتقوم بالسيطرة عليه وتجريده من كل أسلحته ومطالبه ووضعه تحت تصرف السلطة. وللتدليل على هذا الطرح نقول: اية معارضة التي تدخل الانتخابات واطراف في الحكومة والسلطة هم من يقومون بتمويل حملاتها الانتخابية ودفع تكاليف مقارها الانتخابية ورواتب ومصاريف مفاتيحها الانتخابية ومندوبيها بل حتى مصاريف عشاء الاحتفال بالنجاح ورحلة الترفيه للنائب وفريقه خارج البلاد؟
اية معارضة هذه التي يتوسط قيادتها لاقربائهم في تعيينات الفتوى والتشريع والنيابة العامة، والكليات العسكرية ومؤسسات البترول؟ وهي السلطات التي تقمع وتتصدى للمعارضة عندما تطغى او يرتفع صوتها او تناكف السلطة؟
اية معارضة التي تتمترس وراء القبيلة والطائفة؟ وهي تعرف ان السلطة هي من بيدها مصير الطائفية والقبيلة بما تملكه من مقدرات البلد من مال وسطوة ووظائف وخدمات، سلطة تملك الكل والجزء معا، أية معارضة التي ترفع شعار »نحن شركاء في الحكم« في العلن وتتقاسم ثروة الامة مع السلطة في شكل مناقصات واراض وتسهيلات ومزارع ونسبة من ارباح بيع البترول؟اية معارضة التي تخاف الحراك الشبابي؟! واستطاعت ان تقوده وتسيطر عليه ولم يهدأ لها بال الا بعد ان قضت على جذوته واستثمرت انتصاره وألقت بقادته في غياهب السجون حطبا لمطالبها المصطنعة.

اية معارضة التي يبدأ اقطابها بالهجوم على السلطة وطرح مبادرات وطنية؟ وعندما يدخلون الحكومة يقلبون الهرم ويحرمون الاب من مرافقة ولده في المدرسة ويتلاعبون بمعدلات الطلبة حتى يحرموهم من دخول الجامعة تنفيذا لسياسة الحكومة في الحد من التعليم الجامعي.

اية معارضة التي تدفع بالشباب ليضربوا بمطاعات القوات الخاصة وتدهسهم آلياته؟! ويزج بهم في السجون بينما يخترق اقطابها اجساد الشباب المشارك بسياراتهم الفارهة تحت رقابة رجال الامن وبتوجيهاتهم ضمن خط سير منظم يؤمن لهم الوصول لساحة الارادة بسلاسة وبدقائق معدودة؟ ليقولوا ترهاتهم ثم يعودوا بسلام وبدون زحمة لمنازلهم.

اية معارضة التي ليس لها منظرون وليس لها اجندة متفق عليها وليس بينها انسجام فكري؟
اية معارضة التي لا تجد وسيلة للاستمرار الا بتغيير مسمياتها من كتلة شعبية الى ائتلاف وطني؟

أية معارضة التي تتناقض تصريحاتها ومواقفها واجراءاتها الرسمية حول التبليغ عن اقتحام المجلس من عدمه؟ كل ما سبق يؤكد ان المعارضة لدينا هي كالخرسانة مسبقة الصب صنعت بمقاسات واطوال محددة لتتحمل مقاومة معينة. وبدأت تتحطم مع افول مشروع طموح بعض افراد اسرة الحكم والسؤال الذي يطرحه الشارع: لماذا هذا الصمت على الاعيب واطروحات المعارضة المصطنعة واين دور الشباب في التصدي لها؟ الجواب بسيط. الشباب اجبر على التوقف بين مطرقة شبيحة المعارضة وسندان القمع الاجتماعي. ولسان حاله يقول: نار المعارضة ولا جحيم الحكومة كما قال زميلنا المخضرم.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك