اقتراح منح المرأة راتباً شهرياً سيكشف تجار الإقامات.. بنظر سالم السبيعي
زاوية الكتابكتب مارس 11, 2013, 12:19 ص 1354 مشاهدات 0
الأنباء
لمن يهمه الأمر / اقتراح نيابي.. يكرم المرأة ويحمي الوطن
سالم ابراهيم السبيعي
كلنا سمع باقتراح أحد النواب بإعطاء المرأة الكويتية غير العاملة (ربة البيت) راتبا شهريا، هذا الاقتراح أثار ضجة بين استحسان واستنكار، اعتبرته الجمعيات النسائية إهانة للمرأة وتصغيرا لدورها، في حين اعتبره آخرون تقديرا لتفرغ المرأة (المنبع البشري لثروات الأمة ومدرستها) ويرى آخرون أنه صون وحشمة للمرأة وكون الرجل مسؤولا شرعا عن معيشة الأسرة، فله الأولوية بالتوظيف.. كل هذه الآراء نحترمها.
ولكنني اكتشفت فائدة أخرى لهذا الاقتراح ربما لم تطرأ على بال أحد.
هذا الاقتراح لو تم، سيكشف أمورا خفية، ويصحح أوضاعا غير قانونية، ويكشف تجار الاقامات، وغسيل الأموال، فقط لو سأل أحد النواب: كم عدد المستفيدين من ذلك الاقتراح، فأغلب نساء الكويت لا يشملهم هذا الاقتراح، فهن إما موظفات أو لهن مساعدات من الشؤون، أو أصحاب رخص تجارية، وهنا مربط الفرس، فثلاثة أرباع الرخص التجارية بأسماء النساء (اسما فقط) لسببين إما المستفيد الفعلي زوجها أو أحد أقاربها الموظفين بالحكومة، والسبب الآخر يقوم ولي أمر النساء «وأغلبهم عجائز» بتأجير الرخصة لوافد بمبلغ زهيد لا يتجاوز الـ 600 دينار بالسنة «أي 50 دينارا شهريا» مع أخذ وكالة رسمية، ويقوم مستأجر الرخصة باستقدام عشرات العمالة (بمبلغ ألف دينار للفيزا الواحدة) وتركهم في الشوارع عدا العمل التجاري وأخذ قروض بنكية، والمحاكم مكتظة بمشاكلهم، وموضوع التأجير قضية خطيرة جدا حيث تشكل منافسة غير شريفة للشباب الكويتي الطامح في العمل الخاص والمشروعات البسيطة، هذا التأجير نار تحرق كل مشروع صغير للكويتيين، «تفاصيله محزنة».
لو أقر هذا الاقتراح فإن الراتب لن يقل عن 300 دينار شهريا (أي 3600 دينار سنويا) وبمقارنته بإيجار الرخصة التجارية للوافد ستجد ربة البيت هي الخاسرة، عندها ستحدث صحوة نسائية (صحوة وطنية غير مباشرة) وستلغى رخص تجارية كثيرة لتستفيد صاحبتها من الراتب الحكومي لربة البيت، هذه الصحوة الوطنية غير المباشرة ستخلق جيلا شبابيا عاملا، وربما يستقيل الكثير من موظفي الدولة للتفرغ لأعمالهم التجارية المتسترة خلف رخص بأسماء نساء غير عاملات بالحكومة، إن الفوائد التي تنتج من إقرار هذا الاقتراح تفوق كلفته المالية التي لن تذهب بعيدا، فهي مكافأة لمن تنازلت عن حقها في التوظيف لغيرها، وللأم الكبيرة التي حرمها زمانها من التعلم والتوظيف، وأصبحت تلك المرأة التي وراء ذلك الرجل العظيم، يا نوابنا الأفاضل توكلوا على الله وأقروا هذا الاقتراح لتروا فوائده غير المنظوره وغير المباشره على الوطن وشباب الوطن قبل المرأة المنسية.
تعليقات