للحراك السياسي حسنة تذكرها وتحللها فاطمة الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 129 مشاهدات 0


الشاهد

للحراك السياسي حسنة

فاطمة الشايجي

 

يجب أن نعترف أن للحراك السياسي حسنة رغم أنه الى الآن لم يحقق ما تحرك من أجله، وذلك لانعدام المصداقية والرؤية والمنهج السليم، فهناك من نادى بالإصلاح السياسي وهو الى الآن لا يعرف الاصلاح الحقيقي الذي تحتاجه الكويت، ولا يعرف كيف يتقدم خطوة الى الأمام لتوضيح ما يريده من اصلاح لهذا البلد المعطاء، كما أنه يفتقد الى الروح العملية التي تؤكد أن الاصلاح يسير بخطى بطيئة ولا يتم بطريقة جذرية كما يريدون، وكل ما يحدث الآن من تحركات أدت الى انتشار الفوضى وسلب قيم مهمة في المجتمع، وساعدت على غرس اللاقيم، وهناك من طالب بمحاربة الفساد ولكنه للأسف كان هو من ساعد في البداية على انتشار الفساد أكثر وأعطى فرصة أكثر وأكثر بمنهجه الغوغائي أن يفلت من العقاب من يستحق.
وفي خضم هذه التحركات التي لم نجد الى الآن أي تقدم أو تطور أو تحقيق لجزء من مطالبها نجد أنفسنا في لحظات نردد لتذهب السياسة فهي لم تنصف شعبا يوما ما، وما الحياة السياسية الا تحركات لأفراد لهم مصالح خاصة يلبسوها ثوب العامة.
ولكن رغم ذلك نجد أن الحراك السياسي قدّم لنا حسنة كبيرة تحتسب له رغم أنها لم تكن أحد أهدافه، فالحراك الآن يذكرني بأيام الغزو الصدامي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت.فكما قدّم الغزو لنا فرصة للتعبير عن أصالة شعب الكويت وعن مدى تلاحمه وأنه جسد واحد لا فرق بين أفراده الا بالولاء للكويت ولسيادتها الشرعية. كذلك الحراك السياسي جعلنا نلتقي بشخصيات لم نكن نخطط يوما ما بلقائها، ولم يكن مقدّرا لنا لقائها اذا ما كنا نعيش رتم الحياة الروتينية العادية فالحراك اوجد ما يسمى أصدقاء الصدفة.
والصدفة ليست أن تلتقي بمن يشاطرك الفكر والمشاعر فتلك أمنية، انما الصدفة أن يتم اللقاء في وقت أنت لا تتوقعه، وقت أنت خسرت فيه الأمل بتحقيق الأمنية. سر الصدفة يكمن في تحول المستحيل الى واقع وهو سر يشعرك بالسعادة أحيانا. هكذا هو الحراك قدّم لنا السعادة وهو لا يعلم حيث جعلنا نكوّن صداقات كنا نبحث عنها منذ زمن، صداقات بنيت على حب الوطن وعلى أمانه ورعايته واصلاحه وعلى التفكير بكيفية الخروج من هذا المأزق لتبقى الكويت للكويتيين، فما أجمل أن تتلاقى صدفة مع من يشاطرك الفكر والمشاعر والمنهج والرؤى، وما أعظم أن تدرك أن رغم الخلافات والصراعات والمشاحنات التي وضعنا بها الحراك السياسي أن هناك ملجأ تتوجه اليه يمحي أثر لكل صراع ونزاع بالنفس، وما أرقى أن تجد أن هناك أشخاصا تبعث في نفسك الأمل من جديد أن الكويت باقية بوجود أشخاص أصبحوا أصدقاء لنا في وقت ضيق. فقد جددوا روح الابداع لدينا وقوا الروح الوطنية في أنفسنا حيث اكتشفنا أننا لسنا وحدنا نمتلك هذه الرؤى ومن هذه الشخصيات التي أكن لها كل التقدير والاحترام الأستاذ الفاضل عادل والعزيزة هنادي وأني لأحمد الله على وجود شخصيات مثلهما في الكويت وهم كثر فرغم أن كل شخص فينا يختلف عن الآخر في كثير من الأمور الا أن صداقتنا بنيت على أساس لا يفرق بين الأفراد وهو حب الوطن.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك