أموال الدولة ليست في أيد أمينة.. برأي محمد الدوسري
زاوية الكتابكتب مارس 11, 2013, 12:58 ص 606 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / مشاريع 'لله يا محسنين'
محمد مساعد الدوسري
في الكويت فقط، تطرح الدولة مناقصات بعشرات الملايين، لينتهي المشروع مشوها، ويتعطل افتتاحه، ثم يتقدم أحد المتبرعين من أجل إنهاء هذا المشروع بغرض افتتاحه وقفل باب الشكوى الشعبية المثارة حوله، هذا ما حصل مع مشروع استاد جابر الرياضي، الذي انتهى تسليمه من قبل المقاول قبل فترة زمنية طويلة بعد أخذ ورد ورفض للاستلام ثم الاستلام بنواقص كثيرة من ضمنها أرضية الملعب.
ركزوا معي قليلا، تدخل أي مستشفى في الدولة، فتجد اسم أحد المتبرعين على جناح داخل المستشفى، أو تجد تبرعه بمستشفى للكلى أو القلب أو الحساسية، رغم أن الكويت من أكثر الدول ثراء في العالم، ولكن المهم هو السؤال التالي: أين تذهب أموال المشاريع والمناقصات المطروحة إن كانت هذه المشاريع لا تنتهي إلا بتبرع من شخص ما؟.
عجيبة هي سياسات الحكومة، لا يمر يوم ما علينا إلا ونسمع عن تبرع للكويت لجهة أجنبية، حتى أصبحت الدولة من أكبر المحسنين في العالم، فتتبرع للفقراء ولمكافحة الجهل وعلاج المرضى وللفنون والآداب والثقافة والتراث، لكنها لا تستطيع أن تنهي مشروعا عرضته بمناقصة وصرفت عليه عشرات الملايين إلا بتبرع محسنين!!.
أموال الدولة ليست في أيد أمينة، على الأقل هذا ما تكشفه هذه الحادثة لنا، فهي رمزية واضحة تكشف لنا كيف تعجز الدولة عن إقامة مشروع وطني بلا إحسان من أحد، وكيف أنها تبرع في توزيع أموال الشعب في الخارج، بينما يضطر المواطن لاستخدام مرافق دولة بُنيت أو تم إكمال بنيانها بأموال المحسنين، هي ليست مشاريع دولة، بل هي مشاريع «لله يا محسنين».
تعليقات