لا توجد نزاهة في البلد.. هكذا تعتقد عواطف العلوي

زاوية الكتاب

كتب 1117 مشاهدات 0


الكويتية

مندهشة  /  الكل يمسك 'كروتاً' على الكل..!!

عواطف العلوي

 

بعد مفاجآت الأيام الماضية، وعلى رأسها إقالة الكاتب المعتق فؤاد الهاشم من جريدة الوطن بعد 30 عاما من الكتابة في صفحتها الأخيرة، وعرض قناة سكوب للبيع، وتلويح فجر السعيد بكشف «البلاوي» المستورة، لم أعد أثق بأن هناك نزاهة في البلد، بل صار لديّ شبه يقين بأن كل مفسدة تقع وكل سرقة تتم وكل تجاوز للقانون يحدث هناك من يعلم به ويتستر عليه، أو على أقل تقدير يغضّ الطرف عنه إما لمصلحة قائمة بين السارق والمتستر، وإما لأن المتستر يحتفظ بالواقعة «كرتا» أبيض في يده لليوم الأسود، يبتز به الحرامي حتى لا يتجرأ على الخروج من جلبابه، أو يرفعه في وجهه حين تتضارب المصالح فتطفو حينئذ على السطح الفضائح..!
صفقات غير مكتوبة يتعهد فيها الطرف الأول بعدم إثارة تورط الطرف الثاني بأي عملية فساد يقوم بها مقابل عدم كشف هذا الأخير فساد الطرف الأول..!
الحكومة تظل تغض الطرف عن المخالفين من مُواليها حتى تنتهي حاجتها إليهم، أو تشم منهم رائحة انشقاق أو تمرد، فتخرج لهم «الكرت»..!
التجار وأهل المناصب سمن على عسل مع الحكومة، ما أبقت على مصالحهم وامتيازاتهم سارية المفعول، فإن فكرت بتعديل مسارها وقوانينها نحو اتجاه آخر لا يخدم أولئك التجار المستفيدين، أو ينزع عنهم ذلك الدلال الذي عودتهم عليه أحضان الحكومة، أخرجوا لها «الكرت»..!   
المعارضة (ليسوا كلهم طبعا) يتسترون على بعضهم البعض لتمرير بعض النقاط لمصالحهم الحزبية، إلى أن يأتي يوم يقع فيه الخلاف فتشتعل الفضائح وتفوح رائحتها بينهم على الملأ..!
الكُتّاب يظلون تابعين أذلاء لمعازيبهم ورؤساء تحرير صحفهم مادامت اليد تمتد إليهم بما يملأ أفواههم وجيوبهم وبطونهم، فإذا استغنت الصحيفة عنهم أو وجدوا يدا أخرى تطعمهم أكثر أو ربما تغريهم بمزايا و«عمارات» أكبر، هرعوا للارتماء بأحضان المعزب الجديد تسبقهم إليه طقوس الطاعة والولاء والتفاني في تلميعه وضرب خصومه ونشر فضائح معازيبهم السابقين، بكل ما أوتوا من سُلطة قلم وسلاطة لسان. ولا يُخدم بخيل..!
أصحاب القنوات لنفس الأسباب يعلنون أنهم صناديق سوداء ستنفجر يوما ما وتنشر ما بداخلها من البلاوي..!
ويستمر صراع الأقطاب، وتتساقط في الحلبة أقلامهم وأبواقهم المأجورة الواحد تلو الآخر، وتفوح بسقوطهم رائحة فسادهم وفضائحهم التي كانت مستترة تحت بشوتهم، فالمتساقطون آلوا على أنفسهم أن يجروا تلك البشوت معهم في رحلتهم إلى الهاوية، ليكشفوا المستتر تحتها للعيان، و«عليَّ وعلى أعدائي»، ضمن مسرحيةٍ يحاولون عبرها إقناعنا بأنهم تابوا وعادوا إلى جادة الصواب والرشاد والنقاء عُبَّادا زاهدين ناسكين، وصحا ضميرهم بعد الرؤيا التي زارتهم في المنام لتحذرهم من عذاب جهنم وبئس المصير إن هم استمروا في طريقهم هذا.. «وشوية دموع»، وسيجدون لاحقا - وبلا أدنى شك - من ينصّبهم أبطالا قوميين شرفاء..!
الكل «ماسك كروت» على الكل، ابتزاز سياسي متبادل بين مراكز القوى في البلد، مخالفات وسرقات واختلاسات يتم الاتفاق على عدم الكشف عنها، مادامت المصالح متناغمة، ولتذهب مصلحة الوطن وأمواله ومدخراته إلى الجحيم، المهم مصالحهم هم وأجنداتهم هم، والضحية هي هذه الأرض الطيبة المسكينة، الضحية هي أنا وأنت وأبناؤنا وأحفادنا..!
هي حرب بانت ملامحها، من يكسبها في النهاية؟ لا أدري! لكني أعلم يقينًا أن الكويت هي التي تدفع ثمن الخسائر الفادحة.. لتلك الحرب!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك