وثيقة الشباب أحرجت الحكومة.. بنظر مبارك الذروة

زاوية الكتاب

كتب 620 مشاهدات 0


الراي

رواق الفكر  /  خطاب بوفتين.. بين مقصدين!!

د. مبارك الذروة

 

يروى ان احد ملوك الصين فقد سمعه فدخل عليه وزراؤه فوجدوه يبكي!
قال والله ما أبكاني الا اني لن استطع سماع المظلومين والمحرومين.. ولكن إن ذهب سمعي فلم يذهب بصري بعد، ثم أمرهم ان يأمروا الناس بأن لا يلبس اللون الاحمر سوى المظلوم والمقهور! فانتشر عدله وأحبه الناس حتى مات....
الخطاب الذي قدمه مؤتمر الشباب هو اللون الأحمر الذي أراد ان يراه صاحب السمو... ليسمع مباشرة من أولاده وبناته.. المعاناة.. والألم.... الطموح والأمل..!
سريعا... ولن التفت.. بنظرة نقدية اود مراجعة بعض وليس كل عناصر الخطاب.
وضمن أدبيات نقد النص او تفكيك الخطاب كما يسمونه بشكل عام يعود الناقد الى مقصد الخطيب من فحوى خطابه....!
فالمقصد أشبه ما يكون بأسباب النزول في علوم النص السماوي..!
ولا يمكن ان يكتمل الناقد تشريح الخطاب دون ملاحقة دوائر البيئة وحيثيات خروج النص.
ويقسم الخطاب في ذلك الى مقصدين اثنين هما المقصد الظاهر والمقصد الخفي!
على عجل.... نجد ان مخرج الخطاب قدم تحيته لأسرة الحكم وولاة الامر بحتمية البيعة والطاعة وإجماع الامة على ذلك...
تميز السياق اللفظي لخطاب الزميل بوفتين بجمل قصيرة جدا!! والجمل القصيرة لها دلالة عند السياسيين على وجه الخصوص!
وهي متماسكة ونافذة ومدروسة بعناية ما يدل على مباشرة الخطاب ووضوحه... فلا غموض ولا التباس!
وقد خرجت من نقطة لتصل الى اخرى من اقصر طريق! خطها مستقيم..! حاد... سرعتها متزنة ومتفاعلة..!
وتم تليين الخطاب بالأدب الجم لمقام صاحب السمو ومكانته بين ابنائه.. ويبدو الإيقاع الموسيقي واضحا في جرس المفردات وعند إغلاق الجمل!
النفس الليبرالي كان واضحا بإعادة الذاكرة لمشروع المرأة وإمكانية العودة بمبادرات السلطة مرة اخرى.
المنتخب والمسرح واهتمامات الشباب لم تغب عن الخطاب...فلم يعد هناك فرح بانتصارات الأزرق وغابت نكهة الابتسامة من المسرح الكويتي...
كان هذا ظاهرا في الخطاب لكن هل كان هناك مقصد خفي!!
ربما يقول البعض انها ورقة مبادرة القت بها السلطة للشباب لتكون حلا للأزمات القادمة...
لكن هذا يحتاج الى دليل عملي...!
وربما يكون هناك مقصد اخر... فالخطاب في جوهره نفذ الى القلب العام للأزمة وقام بتعرية الحكومة وضربها في مقتل!
فالمعاناة التي تضمنها الخطاب انما تدل على غياب الدولة بأجهزتها وسلطاتها...
فالقانون يجب ان يطبق على الكبير والصغير والشيخ والتاجر والنائب والوزير!
لكن أيضاً ومن جانب اخر خطاب الزميل بوفتين في مؤتمر الشباب وبحضور سمو الامير حفظه الله كشف عن عناصر عدة لا بد من الوقوف عندها:
- انه خطاب تنموي يتعلق بشريحة مهمة في المجتمع تبحث عن الوظيفة والسكن والعلاج والحرية واحترام ارادة الانسان...
- وهو خطاب هادئ هدوء القاعة ومن فيها فلا ضحيج ولا تهويل ولا مبالغات.
- من قام بصياغة الخطاب حرص على طرح مبادرة من السلطة تجاه الشباب وحراكهم باسم الحوار وتقبل الاخر.
- لم يأت الخطاب بمطالب جديدة وكأنه اعاد مطالب القوى السياسية ولكن بلغة الشباب.
- الخطاب فتح افقا جديدا لاتجاه شبابي قادم قد يكون بديلا عن اتجاهين في الساحة هما اتجاه الشباب الثوري في الحراك او اتجاه الشباب الموالي لكل ما هو حكومي.
- ورد في الخطاب لفظ الدستور مرة واحدة فقط في حين وردت امنيات واماني كثيرة..!
قد نتفق او نختلف مع الخطاب وما جاء فيه لكنه قدم ما يحتاجه شبابنا في مرحلة من الاحتقان السياسي والتحولات الكبرى التي تطال المنطقة...
ارى ان السلطة هي احوج للخطاب من غيرها... وقد خرج صادقا شفافا...
وبإجمال وثيقة الشباب تمثل احراجا للحكومة والزاما للدولة بالخروج من النفق الذي تعيشه البلاد...
فالشباب قال كلمته وجاء بمطالبه والسلطة حيت ذلك واشادت به والكويت تسمع!
فشكرا لشبابنا وشكرا للزميل بوفتين وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك