البلالي وملالوه أم عنبر

زاوية الكتاب

كتب 533 مشاهدات 0


ما زلت أتذكر مسرحية كازينو أم عنبر في الستينات، عندما تخرج أم علي في حفلات الزار، وتضرب الممسوس بالجن وهو مغطى بقطعة قماش، والدفوف تقرع من كل مكان، وأم علي تنادي الجني: «جانك بحري اطلع.. جانك سيفي اطلع» هذه اللقطة المضحكة تذكرتها وأنا أقرأ إعلانا مدفوع الأجر في الصفحة الأخيرة في إحدى الصحف يقول: بالصوت والصورة الحقيقة.. إخراج الجن من جسم الانسان بالقرآن الكريم (الرقية الشرعية) للمرة الأولى على الاطلاق يتم تصوير جلسة علاج - المشاهد الحقيقية لكيفية خروج الجن الملتبس جسم الإنسان مصورة على الفيديو علي يد الشيخ بل وأصبحت الاعلانات المقروءة في مجلات الإعلانات تعج بمثل هذه الدعوات المدفوعة الأجر لإخراج الجان. لم أتصور ان يصل طمع الانسان وجشعه وحيله لشفط المال من المغفلين الى هذه الدرجة، فيستغل أعظم ما نملك وهو (القرآن الكريم) في هذا الأمر.. إن حادثة واحدة في السنة المطهرة لبعض الصحابة رضي الله عنهم حينما قرأوا القرآن علي بعض أمراء القبائل ممن كانوا يعانون بعض الأمراض، وأخذهم مقابل ذلك بعض الأغنام، وإقرار الرسول - صلى الله عليه وسلم - بذلك، لا يعني أبدا ان نتوسع في هذا الأمر فنفتح ملاحق وبقالات للقراءة، وبيع زجاجات الزيت والماء ويكون مصدرا للرزق، فأين الدليل بأن صحابيا واحدا أو حتى تابعيا قد فتح دكانا وبيتا للقراءة التي يتكسب من ورائها. وأي قراءة مؤثرة هذه، التي يأخذ صاحبها مالا مقابلها، وأين النية في ذلك، وما من عمل لا يراد به وجه الله إلا بطل، بينما نية «التجار الجدد» أخذ المال والثراء السريع الذي لا يكلف شيئا من وراء مسرحيات استخراج الجن. الشرهة مو على هؤلاء الدجالين، بل على من يصدقونهم وخصوصا من النساء، ولا بد ان يعلم الجميع بأن معظم ما يشاهدونه من تغيرات على البعض لا علاقة لها بالجن، وهي أمراض نفسية تحتاج الى مراجعة مستشفى الطب النفسي. * عبدالحميد البلالي
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك