البعض يمشي على القانون بكل ما تعنيه كلمة مشي من معنى.. الذايدي متعجباً

عالم اليوم

بلا عنوان  /  من 'يعزف' على القانون؟

علي الذايدي

 

الوزير محمد العبدالله صرح قائلا:علينا أن نختار إما أن نحتكم إلى القانون أو العودة إلى مرحلة ما قبل القانون .

لننظر ماذا يحصل عندما يسير المواطن البسيط الذي لا ظهر له ولا بطن على القانون وحسب النظام.

اولا: ستأكله الأرضة، ويصبح مومياء محنطة وهو على نفس درجته الوظيفية ولن يترقى أبدا حتىيصل لسن التقاعد، فالترقي والفرص الوظيفية لا تأتي إلا عبر الوساطات والشفاعات.

ثانيا: عندما يصاب بمرض عضال فان مرضه سيزداد من خلال مراجعاته المستمرة لمستشفيات الحكومة، بينما من يخرج على القانون عبر الواسطة تأتيه تذاكر السفر والإقامة والمصاريف المدفوعة مسبقا وهو جالس في بيته ليتعالج من المرض المزمن الذي يعاني منه وهو تساقط شعر الحواجب.

ثالثا: سيدفع مبالغ كبيرة على شكل مخالفات مرورية في كل مرة يراجع الإدارة العامة للمرور من اجل تجديد تأمين سيارته، بينما سيارات غيره ممن لا يسيرون حسب القانون يتجدد تأمينها وهيفي مواقف المنزل.

رابعا: سيظل أبناء من يسير على القانون أسرى البيروقراطية التي تسود أروقة الجامعة وسيتم قبولهم في تخصص لم يطلبوه وسيتوظفون في وظيفة لا تتناسب مع مقدراتهم بينما من يسيرون خارج فلك القانون تعرض عليهم البعثات في أرقى جامعات أوروبا وأميركا من اجل استكمال دراستهم وعندما يعودون فان وظائفهم الكبيرة تنتظرهم بشغف.

خامسا: سيضطر من يراعون القانون في معاملاتهم اليومية أن يمروا على مئات المكاتب وآلاف الموظفين من اجل تجديد فيزا الخادمة بينما الخارجون على القانون تتجدد فيزهم بالفاكس وهم في بيوتهم.

سادسا: الجميع انصاع للقانون وأزالوا الدواوين الخارجية المخالفة,ولكن المتنفذين سيلجؤون الى شالياتهم في بنيدر والجليعة بدل الديوانية ولكن إلى أين يلجأ من ليس له ملاذ سوى ديوانيته التي أصبحت ركاما وخرائب ينعق عليها البوم.

سابعا: إذا أراد من يسير على القانون أن يرشح نفسه للانتخابات سيضطر أن  يدفع «اللي وراه ودونه» من اجل تحمل تكاليف الحملة الانتخابية بينما من يحلقون خارج فلك القانون تأتيهم المعونات وشنط السمسونايت السوداء من اجل الدعم والمساندة في حملته الانتخابية المباركة.

ثامنا: إذا كنت ستسير على القانون وبنفس الوقت أنت مضارب في الأسهم فانك ستخاطر بأموالك في هذا المجال، وسيكون دخولك السوق مغامرة غير محسوبة النتائج قد تكلفك ضياع كل شيء بل وحتى دخول السجن ولكن من يغردون خارج سرب القانون فانهم ينظرون للغيب من ستر رقيق ويعلمون تماما أين يستثمرون أموالهم من خلال التسريبات التي يحصلون عليها بشكل خاص وحصري.

تاسعا: إذا أراد شخص ملتزم بالقانون أن يدخل مجال التجارة ويفتح محلا فانه مطالب بملايين الأوراق له ولعائلته وحتى صور جيرانه وملايين الأوراق من كل إدارات ووزارات الدولة من اجل فتح بقالة مساحتها 4X4 اما من لا يطبقون القانون فانهم يفتتحون المراكز التجارية الضخمة ويحصلون على المزارع في العبدلي والوفرة بجرة قلم وتوقيع بسيط.

عاشرا: اذا كنت تسير على القانون وتمضي الساعات الطويلة مع عائلتك فقد تكون محظوظاويصاب ابنك بطلقة في الرأس وقعت السماء، لان من لا يراعون القانون عندهم حفل زفاف أو مناسبة سعيدة.

وختاما فان القانون وضعه المشروعون لكي يمشي عليه الناس، والبعض يمشي على القانون بكل ما تعنيه كلمة مشي من معنى.

 

خاطرة:

 

لأن يطيعك الناس طاعة محبة,خير لك من أن يطيعوك طاعة خوف.