عنصريو الكويت لا يعتبرون 'البدون' بشراً.. هذا ما يراه جوهر حيات

زاوية الكتاب

كتب 2957 مشاهدات 0


الراي

سوالف  /  اللهم ارزقني صبر 'البدون'!

محمد جوهر حيات

 

لا يخفى على أي إنسان عاقل ما هي معاناة إخوتنا الكويتيين البدون، فهذه القضية أصبحت نقطة سوداء في سجل دولة الكويت في المحافل العالمية والدولية بسبب مماطلة الأجهزة الحكومية في وضع الحلول الإنسانية والمنطقية لهذه القضية بمساندة السلطة التشريعية والقوى السياسية والشعب بفضل سكوتهم وجمودهم وعدم اهتمامهم الفعلي تجاه هذه المعاناة التي يعاني منها هؤلاء البشر على مر كل تلك السنين.
بعد تفاقم هذه المشكلة والعجز الحكومي والجهل والتعمد في حلها، أصبحنا لا نعول عليها ولسنا مجبرين على مطالبتها بالحل الأمثل فالواقع مر كالعلقم (لا حياة لمن تنادي)، وأصبح من الواضح بأننا نعيش أزمة اجتماعية أكثرُ مرارةً من التخبط الحكومي تجاه قضية (البدون) وهي تقبل فئة من الشعب لا بأس بها للإجراءات الحكومية التعيسة في إذلال الإنسان وسلبه حقوقه من خلال خُرافات الداخلية من قيود أمنية (ولصق) جناسي دولة مختلفة بملفات البدون وفق مزاج وزارة الداخلية واللجنة المركزية دون أدلة قاطعة وواضحة ومنع الإنسان من حق اللجوء إلى القضاء للدفاع عن نفسه وضمان حقه تجاه تشويه الداخلية وأجهزتها لملفه ووضعه!
إن كُنا نُريد أن ننصر قضية عديمي الجنسية وهم إخوتنا الكويتيين البدون، علينا أن نواجه المد العنصري في المجتمع الذي لا يعتبر (البدون) بشراً والقوى السياسية التي اكتفت فقط بالتصريحات والبيانات البروتوكولية في نقد الحكومة دون أن تُحرك أداتي الراقبة والتشريع التي يملكها ممثليهم في البرلمانات والمجالس التشريعية في السنوات الطويلة الماضية وانشغلت عن الإنسان وهمومه وغرس القواعد والقيم الإنسانية التي غرسها دستور دولة الكويت 62 وهي العدالة والمساواة والحرية التي تزهو بها الدول والأمم والشعوب المحترمة، بل ثبتوا قاعدة أن الحرية ماركة كويتية وليست قيمة إنسانية من قبل نواب الأمة بعد سكوتهم المُخزي تجاه قمع الإنسان في تيماء العز والكبرياء من قبل قوات الداخلية ومنع الإنسان من أبسط حقوقه الفطرية بالتعبير عن رأيه بكل سلميه دون تعطيل مصالح البلاد والعباد في منطقة معزولة بعيدة كل البعد عن مؤسسات الدولة الحيوية والأبراج العالية وشوارع العاصمة ومناطقها الغالية!
عدم إيمان القوى السياسية والسلطة التشريعية الممثلة للشعب في السنوات الماضية هي من عاونت الحكومة على ظلم البشر، وهي من خلقت لنا جيلا آخر اهتماماته الإنسان ومعاناته، وهي من جددت لنا إحياء العنصرية العفنة في أوساط الشعب، وأصبح واجب علينا مواجهة هذه الأمراض بالوعي حتى نخلق اجماعا شعبيا واعيا إنسانياً قادرا على أن يصدح بصوت إنساني مُدوٍ يعالج (الصمخ) الحكومي ويجبره على حل هموم الإنسان بدلاً من العبث به وبمفهوم التحضر والإنسانية!
> سعدت بالمشاركة في مؤتمر عديمي الجنسية المنظم من قبل مجموعة 29 بالتعاون مع جمعية الخريجين، وكم نحن بحاجة لتلك المؤتمرات العملية الإنسانية البعيدة عن المصلحة والتكسبات السياسية، وهي بالفعل الخطوة الأولى في نشر الوعي الإنساني لمحاربة ظلام العنصرية وتقاعس الأجهزة الحكومية في القضايا الإنسانية.
> بعد الضغط الذي مورس على حكومتنا الرشيدة! بتجاهلها حضور هذا المؤتمر الإنساني رغم حضور المنظمات الدولية الإنسانية في اليوم الأول للمؤتمر، جاملتنا ممثلة الحكومة وزيرة التخطيط وما يسمى بالتنمية د.رولا دشتي لتشارك في الجلسة الثانية عبر كلمة ركيكة تدل وتؤكد على عدم اهتمام حكومتها بالقضية الإنسانية من خلال أسلوبهم الأوحد والأعزل الذي يتهم البدون بإخفاء جناسيهم وإمتلاك الحكومة لهذه المعلومات والوثائق! عزيزتي الوزيرة رولا إن كُنتم صادقين ومعلوماتك صادقة لماذا لا تحولون هؤلاء المتسترون على جناسيهم إلى محراب القضاء لتكشفوهم فسكوتكم على ذلك مشاركة بالجرم؟! كفى استخفافا بعقول البشر يا حكومة، وللعلم لا تنمية ونهضة وتطوير وتخطيط في مجتمع ووطن حكومته لا تفقه بمعنى الإنسانية وقواعدها ومضامينها وقيمها ولكن شرهتنا ليست عليكم بل على من صمت بوجوهكم كل تلك السنين!
> اللهم ارزقني صبر البدون ونلتقي بك عزيزي القارئ السبت المقبل.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك