الكونفدرالية الخليجية ضرورة لمواجهة الخطر العراقي والإيراني.. برأي بدر البحر
زاوية الكتابكتب إبريل 27, 2013, 11:59 م 568 مشاهدات 0
القبس
زاوية حادة / عيد ميلاد صدام
بدر خالد البحر
يواجه العراق أوضاعا مأساوية تثير القلق.. والأكثر قلقا من هذه الأخطار هي الكويت والجوار.. مما يحتم كونفدرالية لدول مجلس التعاون.
قد لا يعرف كثيرون أن كلمة اغتيال بالإنكليزية «أساسنيشن»، هي كلمة مشتقة من كلمة عربية هي الحشاشون، وهم طائفة من المذهب الاسماعيلي أسّسها الحسن بن الصباح في القرن الثالث الميلادي، واتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزا لنشر دعوته، ولم يستطع إسقاط دولتهم إلا المغول، وقد تركزت سياستهم العسكرية على الاغتيالات التي كانوا أول من مارسها، فأرهبوا ملوك ورؤساء أعدائهم شرقا وغربا، وكان أشهر من اغتالوهم الوزير السلجوقي والخليفتين العباسيين المسترشد والراشد، كما اغتالوا ملك بيت المقدس كونراد الذي تمر ذكرى اغتياله اليوم من عام ألف ومائة واثنين وتسعين ميلادي.
***
ما بات يقلقنا هو عدم قلق كثيرين مما يدور ويدور في العراق، بما فيهم السلطة التي تصطدم مع أغلبية المعارضة الممثلة لأغلبية الشعب، وتخنق الحريات، مما سيؤدي إلى خلق ثقافة تطرف تزعزع الأمن، ولا أحد يعرف مداها، وهو ما يجعلنا نشك في أنها بمعزل عما يدور حولها اقليميا وأنها غير قلقة. أما العامة فكيف نلومهم على عدم احساسهم بالقلق وصمونة الفلافل والمشكل بمائة فلس فقط، فالأكل رخيص والبيوت باردة وآخر ما يقلق المواطن هو فاتورة الكهرباء والماء، وآخر همه شيء كان يسمى القانون.
إن الذين لا يقلقون ربما لا يعرفون أن حدود العراق لا تبعد عن كويت العاصمة سوى 129 كلم تقريبا، وأن البصرة لا تبعد سوى 40 كلم إضافية عن تلك الحدود، البصرة التي تسيطر عليها ايران مذهبيا وعسكريا، كما هي مسيطرة على معظم العراق، والناس فيها كانوا يقتلون على الهوية على أيدي فرق الموت التابعة لجيش المهدي. إن الذين لا يقلقون لا يتصورون جغرافية المنطقة التي تضعنا والعراق داخل دائرة خطر ضيقة جدا. فالكويت بحجمها الصغير، 17 ألف كيلو متر مربع تعتبر شظية جغرافية بين أمتين كبيرتين هما العراق وإيران، وهو أمر يجعل تدخل هاتين الأمتين ومطامعهما أمرا بديهيا، كما أن بقاء الكويت حاليا مرهون بتوازن دولي، اختل أخيرا وصار هشا بشكل واضح، فمن كان يتصور أن تستجدي أميركا المساعدة من أعدائها، الصين وروسيا، لكبح جماح كوريا الشمالية؟ اختلال في ميزان القوى يحتم علينا أن نقلق وندفع نحو كونفدرالية خليجية طال انتظارها من قادة مجلس التعاون.
عليكم أن تقلقوا، لأن الخليفة المتوقع للرئيس الايراني نجاد، الذي لا يستطيع ترشيح نفسه لدورة أخرى، هو رئيس مجلس الشورى لاريجاني المتطرف ضد الخليج، الذي يعتبر الكويت عمقا استراتيجيا لإيران، عليكم أن تقلقوا لأن المالكي الذي يسير على خطى صدام لديه فرق عسكرية تحت يده تدير عمليات أمنية شرسة ضد طوائف معينة في العراق، كان آخرها مقتل العشرات من المتظاهرين السنة في الحويجة الاسبوع الماضي، مما ينذر بحرب طائفية يصفها المالكي بالعمياء، وهو الذي أشعلها، تحول خطير عبرت عنه رموز أحزاب سياسية كثيرة، أبرزها المعتدل اياد علاوي، الذي أقصي من قبل أميركا وإيران بعد فوزه بالانتخابات، خطر جعل بعض العراقيين يترحم على من يصادف اليوم عيد مولده البغيض، عيد ميلاد صدام.
***
إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
تعليقات