الدعيج يكتب: نحن الكل.. نحن النظام!

زاوية الكتاب

كتب 820 مشاهدات 0


القبس

نحن الكل.. لا يمين ولا وسط ولا يسار إننا النظام

عبد اللطيف الدعيج

 

عادة أتجنب الرد على بعض الاعتراضات او النقد الذي يوجه لما اطرح من رأي. فالتجربة هنا علمتنا ان لا فائدة ترجى من الحوار المكتوب او المنطوق، لان هدف كل طرف هو «اقناع» الاخر وليس عرض وجهة نظره. لهذا ينتهي الحوار او النقاش دائما الى «اتجاه معاكس» تتشابك فيه ا لايدي وتتبادل فيه تهم الخيانة والعمالة والاتباع.

لكن مقال الزميل انور جمعة «هذا مبدأ.. مو عصا»، الذي تعمّد فيه ربما مشفقا او متجنبا الاشارة الى انه رد على مقالي «حذفوا العصا»، ربما يستحق الرد عليه بوصف الزميل على الاقل من الناطقين الحاليين بلسان الاتجاه الوطني الذي كان موضوع المقال.

من العنوان.. الزميل انور يؤكد ان موقف الاتجاه الوطني او تنظيم التحالف الوطني الذي يمثله في «الوسطية» هو مبدأ وليس مسك العصا من المنتصف كما زعمت انا في مقال «حذفوا العصا». وهذا الاعتراف في الواقع امر جديد، الفرق ان الاخ هنا مصرّ على انه موقف مبدئي ان يكون التيار الوطني في المنتصف، وليس في اقصى اليسار مع التيار المعارض حتى لا يتهم بالفوضى، وليس مع اقصى اليمين حتى لا يتهم بالانبطاح للسلطة! موقف مبدئي يعني ازلي وليس مشروطا بظروف او دوافع خاصة!

انا كتبت اكثر من مرة.. «اننا النظام ».. اي نحن الاتجاه الوطني الديموقراطي، نحن البلد ونحن الوطن ونحن النظام. نحن النظام وليس السلطة، فنحن الذين حملنا المشروع الديموقراطي، ونحن الذين اقررنا الدستور، ونحن وليس السلطة من اسس الدولة ومؤسسات المجتمع الحديث، هم عارضوا، وهم حتى رفضوا جهارا نهارا التصديق او القسم على الدستور، فهو دستورنا وهو نظامنا نحن.. ليس دستور السلطة.. وبالتأكيد ليس دستور مجاميع التخلف التي يتساهل معها التحالف الوطني ويدين لها بوسطيته عندما تهين مؤسساتنا وعندما تعتدي على قواعد النظام واصوله.. نظامنا نحن.. نحن القوى الوطنية الديموقراطية.

لهذا، ولهذا وحده.. اي اننا النظام.. فاننا نحن من يُقيّم الاخرين، ونحن نحدد من يقف على يسارنا ومن يقف على اليمين، ومن يختار «الوسط».. نحن، لسنا يسارا ولا يمينا ولا ممن يمسك العصا من وسطها.. نحن النظام. لهذا ايضا فليس من المفروض ان نتردد او نتخوف من وصف الانبطاح او القبض او «التشاطر» عندما نجد انفسنا في خندق واحد مع السلطة إنْ، وإنْ اداة شرط، إنْ هي انتصرت لنظامنا الديموقراطي، كما حدث في امر مرسوم الصوت الواحد. تماما كما لا نجد انفسنا فوضويين او مؤزمين ان نحن ساندنا من يتهم بالفوضى او التأزيم.

اننا المركز، الاصل والمبدأ، حولنا يدور الاخرون، وبنا يقاس ويصنف الغير.. اننا النظام السياسي لدولة الكويت، وعلينا حماية هذا النظام من بطش السلطة او تخاذلها.. وعلينا ايضا حمايته من معاول ومخالب مجاميع التخلف التي استطاعت مع الاسف طوال السنوات السابقة، بمساعدة تخاذل السلطة، فرض فهمها المحدود والضيق للحريات وللمبادئ الديموقراطية بشكل عام على النظام.. نظامنا نحن.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك