منظومتنا الإدارية بحاجة إلى غسيل للثقافة الحكومية.. بنظر تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 581 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  غسيل 'الثقافة' الحكومية!

د. تركي العازمي

 

رأت أخبار يوم الخميس 25 أبريل 2013 وقمت بعمل مقارنة سريعة لما نشر مع تصريح وزيرة الدولة لشؤون مجلس الأمة وزيرة الدولة لشؤون التنمية والتخطيط الدكتورة رولا دشتي الذي جاء فيه «الإصلاح لن يأتي إلا بتطبيق القانون و.... عصر المحسوبية والمحاباة أصبح تاريخا»!
سنأخذ الأخبار السارة الآتية:
- سحب قانون «المديونيات الصعبة» و «الإعلام الموحد»
- التربية تواجه الدروس الخصوصية بقناة فضائية
- زيادة بدل الأولاد 100 وبدل الإيجار لـ 250
ولتسمح لنا وزيرة التنمية والتخطيط الدكتورة رولا دشتي بتوضيح مضمون تصريحها الذي لا يحاكي الواقع، فالتخطيط الإستراتيجي لا يمكن رسم بنوده ولو من باب وضع الخطوط العريضة فهو بحاجة إلى قياديين من طراز خاص فهل المستوى القيادي في مؤسسات الدولة يحمل الحس الإستراتيجي... والتخطيط الاستراتيجي يعمل وفق آلية محددة زمنيا لتنفيذ المشاريع والمقترحات وبحكم مركز دكتورة رولا دشتي كوزيرة لشؤون مجلس الأمة ولشؤون التنمية أرى أن الأخبار السارة بحاجة إلى تفعيل الفكر الإستراتيجي لها بمعنى بدل الإيجار وعلاوة الأولاد (متى التطبيق زمنيا؟ وما هو مصير رفع القرض الإسكاني إلى 100 ألف؟)، قانون «المديونيات الصعبة والإعلام الموحد» - لماذا خرجا من الأساس استراتيجيا، وقناة التربية الفضائية لمواجهة الدروس الخصوصية من سيشرف عليها؟ ومتى ترى النور؟ وما هي سبل معالجة من دمر ثقافة التربية وتفشي ظاهرة الدروس الخصوصية بحكم مهمتها كوزيرة للتنمية؟!
الوزيرة د. رولا دشتي معنية بجانب التخطيط والتنمية وهما أخطر المهام المرتبطة بغاية الدولة لإحداث نقلة نوعية في ثقافة المجتمع وأظن الجزئية التي جاءت في تصريحها «عصر المحسوبية والمحاباة أصبح تاريخا» هو تصريح يخالف واقع الحال اجتماعيا حيث إن المحسوبية والمحاباة والواسطة أمور متأصلة في ثقافة المجتمع الكويتي وتحتاج لجهود مكثفة قد تمتد لعقود من الزمن!
إذن، نحن نتحدث عن الحاجة إلى خطة عمل إستراتيجية تتيح لنا عبر بنود محددة القدرة على عمل غسيل لبعض مكونات الثقافة الحكومية!
فكم من قيادي ناجح هجر العمل لفشله في الوصول إلى منصب قيادي، ولتحاول الوزيرة الفاضلة دشتي العودة إلى الوراء وتسأل عن مصير مشروع «حوكمة تعيين القياديي»... راح «أصبح تاريخا»!
أعتقد إن التصريح المخالف للواقع بحاجة لتقييم كي لا تخرج لنا الوزيرة أو أي وزير بتصريح آخر مشابه... وما نعرضه هو من باب النصيحة لأن ثقافة «المشيخة» التي ذكرها الكاتب البريطاني منذ فترة لم تأتِ من فراغ ومجريات الأمور تخالف الأسس السليمة المطلوب توافرها للقضاء على المحسوبية.... حتى موعد مع طبيب بحاجة لواسطة!
إننا نتحدث عن منظومة إدارية بحاجة إلى إعادة هيكلة (وهو مطلب رئيسي في التنمية الإدارية) وبحاجة إلى غسيل للثقافة الحكومية (وهو مطلب رئيسي لتغيير ثقافة المجتمع) وكلا الأمرين بحاجة إلى تخطيط محترف ولا أظن الأرضية المناسبة متوافرة له في الوقت الحالي ولا حتى بعد عقدين من الزمان... والله المستعان! 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك