سنوات الاستعمار والاستبداد لم تعلم العرب شيئاً.. هكذا يعتقد ظاري الشمالي
زاوية الكتابكتب إبريل 28, 2013, 1:09 ص 772 مشاهدات 0
النهار
الدروازة / زمن الخراب العربي
ظاري جاسم الشمالي
فتح الأردن أجواءه للطيران الإسرائيلي ما ينذر بمرحلة جديدة من الصراع المفتوح في سورية، ولعل النظام يضغط على الحدود اللبنانية لتأمين الحزام الممتد شمال العاصمة دمشق وكأنه يرسم ما سيتبقى له بعد تقسيم البلد.
العراق ليس أحسن حالا فسم المذهبية عاد يسري في السياسة ويتفجر في الشوارع والضحايا أبرياء، والانتخابات تجري في محافظات وتجمد في أخرى بحسب الخارطة المستقبلية لبلد لا ينقصه رسميا الا اعلان الانفصال للشمال والوسط.
مصر تعاني من مرحلة اسقاط الاسلام السياسي، وتسعير الصراع الطائفي بين المسلم والمسيحي، والصراع السياسي بين الاسلامي والليبرالي، والمواطن المصري لم يحصل لا على العيش ولا على الحرية ولا على الكرامة.
ليبيا لم تتكون فيها الدولة بعد، والمهم بالنسبة للغرب تأمين سلامة النفط أما سلامة الناس فليست بالأمر المهم، فهم على حد تعبير العنصري المجرم «ايالون» «متخلفون»، ولذلك «كان يلاحقهم ويقتلهم كالذباب» والتعبير أيضا للمجرم الدولي الذي تسلم أعلى منصب أمني في اسرائيل.
الرابطة القومية ذهبت تحت عجلات وجنازير صدام حسين عندما دخل الكويت غازيا فيما هو يتكلم عن فلسطين، والرابطة الإسلامية انهارت في أتون التوظيف السياسي للعصبية المذهبية، والدول تتعرض لعمليات انحلال سريعة كأن سنوات الاستبداد لم تعلم العرب شيئا، وسنوات الاستعمار حولتنا الى نعاج في قطيع يأمره الغرب بأن ينتحر ويقتل نفسه فيفعل من دون أي تأمل أو تردد.
من دعوات الوحدة القومية والإسلامية الى المحافظة على كيان الدولة، انحدر الطموح وأصبح القليل حلما نجهد لكي نحافظ عليه أما التقدم والتطور ومواكبة تحديات العصر فقد أصبحت فوق قدرة العرب على الحلم بها.
العرب كأمة في مهب الريح والأسباب أكثر من أن تعالج في مقالة ولكن يمكن اختصارها: بالاستبداد، والجهل والكسل والتبعية، والعصبية بكل أشكالها، لذلك تسمع من يشتمك بعنصرية بغيضة ولكنك لا تجد في الواقع العربي من يعينك عليه.
المشرق العربي انتهى والمغرب العربي يهتز، ودول الخليج تسبح في بحر متلاطم فهل يمكنها أن تكون عامل انقاذ لما تبقى أم أنها ستنتظر دورها فقط في سلبية مخيفة تجتاح هذه الأمة.
تعليقات