'البلاك بلوك' دليل على خطأ وعجز سلطة الإخوان.. برأي فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 1380 مشاهدات 0


القبس

'المشاغبين'.. نقمة الشباب المصري على حكم الإخوان

فوزية أبل

 

• الربيع العربي نصف ربيع، وثوراته نصف ثورات، لأن كل واحدة منها فرّخت ظواهر عنيفة تعمل كثورة ضد الثورة، خصوصاً في مصر.

صورة معبرة نشرتها القبس في عدد السبت 27 أبريل، ظهر فيها متمردون عراقيون يحملون السلاح في الرمادي، وقد غطوا وجوههم بقصد إخفاء هوياتهم، جنباً إلى جنب مع احتجاجات طالت المصلين في المساجد.

هذا المشهد لم يكن مختلفاً، على الأقل في الأساليب المستخدمة، عما يحصل في شوارع مصر بعد وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، وبعض ملامحها نجدها في تونس وليبيا، إنها الفوضى التي تستشري في بلدان الربيع العربي، وصولاً إلى العراق، ولكن مستفيدين هذه المرة من أخطاء حكومة نوري المالكي.

إنها أنواع جديدة من التمرّد، لو أخذنا بعين الاعتبار أن الحراك الشبابي قد انطلق، في بداياته، عبر الفيسبوك ومواقع التواصل، ثم اندلعت الثورات بعدما تشكلت جماعات شبابية منظمة، وتغيرت الأنظمة ووصلت إلى الحكم جماعات يحاول بعضها التحكم بالقرار دون إشراك الآخرين.

الآن، هناك ردود فعل على أخطاء الحكام الجدد، ردود يلقى بعضها تجاوباً شبابياً وشعبياً، إلا أن البعض الآخر يشكل حالة ضبابية.

ففي الذكرى الثانية لثورة يناير، برزت أنواع من التمرد تتجسّد في أعمال شغب وهجمات وممارسات جماعية مثل «بلاك بلوك»، و«بلاك إيغلز»، و«غرين إيغلز»، و«الألتراس»، وجماعة «المشاغبين».

«بلاك بلوك» جماعة شبابية، يرتدون الأقنعة السوداء ويرفعون الرايات السوداء، ويمارسون العنف ضد تسلّط الإخوان، وأي حكم فاسد، والدفاع عن الثورة والثوار، ومن بين شعاراتهم «نحن فوضى لمنع الفوضى».

فقد اتهم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، مجموعات الكتلة السوداء (البلاك بلوك) بالهجوم بالطوب والحجارة والمولوتوف (الزجاجات الحارقة) على المتظاهرين في جمعة «تطهير القضاء»، التي نظّمها أنصار جماعة الإخوان، وإحراق سياراتهم وإطلاق الخرطوش (سلاح محلي الصنع).

فهذه المجاميع الشبابية مجتمعة تطرح شعار «الشغب هو الحل»، كرد فعل على صدمتها من أن الإسلاميين سرقوا الثورة. بمعنى، توظيف العنف والفوضى والشغب وسيلة لمواجهة الرئيس المنتخب، وتحدياً لجماعة الإخوان، والحكم الإسلامي عموماً.

إن نشوء هذه الظواهر يدل، ليس فقط على وجود أخطاء كبيرة لدى سلطة الإخوان الراهنة، وإنما، أيضاً، على العجز المطلق لجماعة الإخوان في استيعاب النقمة الشبابية ومطالب الثورة، وبالتالي العجز عن مواكبة المعاناة التي يعيشها الشارع المصري بكل فئاته.

ولا شك في أن معركة الرئيس محمد مرسي ضد القضاء المصري بالذات جاءت لتفتح الباب أمام صعوبات محدقة باستقرار مصر وأمنها، وقطاعاته ومؤسساته. وفي المقابل، هذه التصرفات تقابَل بردود فعل مشحونة ومتشنجة، وفوضوية أحياناً، من قبل جماعات التمرد التي أشرنا إليها أعلاه.

وفي ظل هذه الأزمة، فإن مصر قد تمر بمزيد من المواجهات الشارعية، وحالة من الانسداد السياسي، إذا استمر نهج «الإخوان» على هذا النحو، وإذا استمرت بعض قوى المعارضة في اتباع أساليب الفوضى والعشوائية وتغطية الوجوه، وعدم الكشف عن الأهداف الحقيقية للتحرك.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك