فقدان المصداقية واقع أنظمتنا العربية
زاوية الكتابكتب مايو 5, 2013, 5:48 م 1489 مشاهدات 0
ربما تكون عبارة فقدان المصداقية هي العنوان الأبرز الذي يصلح ان نطلقه على واقع كثير من الأنظمة السياسية الشمولية ممن فضل المنهج الديكتاتوري القائم على إرادة شخص واحد في إدارته لشؤون من ولي على رقابهم دون ادني مراعاة لذمة أو ضمير او دين او حتى عرفا متبع.
وطوال التاريخ السياسي للأوطان العربية من بعد حقبة الاستعمار التي أنتجت تقسيما مستندا على أساس امبريالي بريطاني وتوقيع اتفاقية سايكس بيكو التي حولت المجتمعات العربية إلى فئات متناحرة متعددة تتلحف بلحاف الوطنية وتنسل من اي أواصر دينية او حتى قومية عزوبية تعرض الرأي السياسي العربي إلى مرحلة طويلة من الاختطاف والتبعية لعناصر وقوى خارجية ارتأت ان تنصيب الجنرالات والعسكر من الفاسدين على رقاب الناس هو من سيضمن مصالح تلك القوى لمراحل زمنية طويلة تستغلها لزيادة نفوذها وكسر شوكة أعدائها ومن بعد طفرة الثورات التي بقيت منطقة الخليج بعيدة عنها تغيرت المعادلة السياسية في العالم العربي لتنتج تغيرا في إستراتيجية التحالفات وربما الولائات بين الدول التي كانت يوما تصنف بالحليفة وخلال هذه الأزمات المتتابعة نبقى نحن في دولتنا الفتية مركزين جل اهتمامنا على أوضاع سياستنا الداخلية ومتناسين واقع ما يكاد لنا من دول أخرى تسعى لإعادة أزمات تفجيرات الثمانينات وربما عهد الاحتلال البائد في أوائل التسعينات لنبقى متسمرين وراء ما يقوله الجهلة من أصحاب فرضية فصل الدين عن الدولة وبين ما يهرف به صاحب الوشاح الأسود ومن سار في ركبه من متسلقين ومزدوجي ولاء فمنذ الأزمات السياسية المتكررة التي عصفت بنا ونحن لا نزال نكرر نفس سيناريو الأخطاء التي عصفت بنا منذ ان ارتأى البعض ان التعددية هي الخيار الأمثل لإدارة شؤون البلاد ان الكويت جزء من هذه الأمة ولن يصلح لها الا بما صلح به حال من سبقها من أمم اختارت طريق الإسلام منهجا وطريقا وسلوكا ومركزا ولم تلتفت لأوهام زبية ولا لسياسة تعددية ولا إلى رأسمالية او اشتراكية فقد صدقت وأمنت بقول الله تعالى :'وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم' فسارت تحت مشاعل نوره وارتوت من معين جوده فسطر التاريخ لها طيب المثال وبدات وانتهت بخير ذكرى وجميل مقال.
محمد سعود البنوان
تعليقات