تصريحات النواب مجانية في الكويت.. هذا ما يراه نصار الخالدي

الكويتية

كرامة أمة  /  نواب المخادعة والتلاعب بعقول الناخبين

نصار الخالدي

يتحرك نواب مجلس الصوت الواحد بين مطرقة التمثيل الشعبي الهش، وسندان الاحتفاظ بالكرسي النيابي، بعد أن وصلوا إليه في ظروف استثنائية، أمنتها لهم المقاطعة الواسعة للانتخابات.
وينصب جهد الكثيرين منهم على محاولات دغدغة مشاعر الناخبين والتلاعب بعقولهم، من خلال إيهام الناس بقدرتهم على حل مشكلاتهم، وأن كل همهم تأمين رفاهية المواطن وإفادته في حياته ومعاشه، وتناسى بعضهم دورهم الأكثر أهمية في التنمية الحقيقية للبلاد، وتحقيق المشاريع الشاملة في الخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها والرقابة عليها وتطويرها، وهو ما يتضح لدى الكثيرين من بعض التصريحات النيابية.
النائب نواف الفزيع سبق وقال إنه سيقود حملة لإقرار زيادة 30 بالمئة على معاشات المتقاعدين، ووصف ذلك بالاستحقاق، بسبب غلاء المعيشة، وبالطبع التصريحات مجانية، ولا تكلف صاحبها إلا القليل من الكلمات.
أما النائب عبدالحميد دشتي، فتحدث عن توجه الدولة لمنح كل أسرة 5 آلاف متر مربع في منطقة الحدود الغربية باتجاه الشمال، كحيازة زراعية لاستغلالها زراعيا أو كاستراحات، وتحدث عن أن الحكومة ستقر هذه المنحة قريبا، وأن هناك شبه اتفاق بين المجلس البلدي والهيئة العامة للزراعة على المنطقة وضرورة استغلالها.
كما أعلن النائب المذكور أن هناك مقترحا نيابيا لاستقطاع 10 بالمئة من الإيرادات العامة للدولة وتوزيعها نقدا على المواطنين، لتحقيق الرفاهية والعدالة للمواطنين.
النائب عبدالله التميمي طالب وزير التجارة بزيادة المواد المدعومة للمواطنين الذين حصلوا على قسائم سكنية في مدينة صباح الأحمد، وقال إن المواطنين الذين خصصت لهم قسائم بمساحة 600 متر، تقدم لهم «التجارة» القليل من الحديد والطابوق، ما يرتب على ذلك زيادة في تكاليف البناء.
النائب صالح عاشور اقترح زيادة علاوة الأولاد من 50 إلى 100 دينار، ورفع بدل الإيجار من 150 إلى 250 دينارا.
نائب يدغدغ المواطنين بنوع من العنصرية، ويقترح أولوية علاجهم في المستشفيات والمراكز الصحية على الوافدين.. والكثير الكثير من هذه التصريحات، التي لا تسمن ولا تغني من جوع الكويت شيئا للتنمية والازدهار.
تصريحات النواب مجانية في الكويت، ولم يتعود النواب والمرشحون على محاسبة الناس لهم، لكن الواقع السياسي يؤكد أن الناخب الكويتي واع وحكيم، يميز بين الغث والسمين، ولا تنطلي عليه محاولات الضحك على الذقون.
«فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».