سياستنا عمياء في التكديس الوظيفي.. برأي سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 456 مشاهدات 0


الأنباء

فكرة  /  المصفاة الجديدة.. تنمية وفرص عمل

سلطان الخلف

 

عانت كبرى الدول الأوروبية من الأزمة الاقتصادية التي يواجهها الاتحاد الأوروبي وقامت بوضع سياسات تقشفية لمواجهة تلك الأزمة لكن معاناتها كانت أقل بكثير من معاناة الدول الصغيرة مثل اليونان وقبرص حيث اضطرتا الى الحصول على دعم مالي من الاتحاد الأوروبي لإعادة بناء اقتصادهما من جديد، واضطرتا كذلك الى الاستغناء عن الكثير من الوظائف التي كانت تشكل عبئا ثقيلا على ميزانيتهما دون مردود اقتصادي وقد أدى ذلك الى تسريح الكثير من الموظفين الذين قادوا مسيرات احتجاجية واسعة ونتج عنه ارتفاع كبير في معدلات البطالة واضطر الكثير منهم الى البحث عن وظائف في الدول الأوروبية الكبرى.

في بلدنا الكويت لو تمت إعادة بناء اقتصادنا من جديد على أسس علمية سنستغني عن عدد كبير من الموظفين الذين يشكلون فائضا كبيرا عن حاجة سوق العمل الحكومي، وسيؤدي ذلك بطبيعة الحال الى ارتفاع معدل البطالة الى مستوى قياسي يتعدى نسبته الحالية 4.9% بكثير، وستحدث كارثة إنسانية إلا ان ذلك لا يمكن ان يحدث مع وجود وفرة مالية وأسعار مناسبة لبرميل النفط، لكن هذا لا يعني ان نغط في النوم ونستمر في اتباع هذه السياسة العمياء في التكديس الوظيفي مع ان كثافتنا السكانية متواضعة ومن الممكن لسوق العمل ان يستوعبها وكل ما في الأمر اننا بحاجة الى وضع سياسة جادة في الاستثمار البشري والتوظيف الصحيح للعمالة الوطنية والاستفادة من كوننا دولة نفطية تعتمد على المشاريع النفطية في الدخل من أجل خلق وظائف جديدة لخريجي الجامعة وهيئة التعليم التطبيقي والتدريب والمواطنين بشكل عام، وليس أدل على ذلك من مشروع المصفاة الجديدة التي بلغت كلفتها قرابة 6.5 مليارات دينار والتي نأمل بعد الانتهاء من بنائها في العام 2018 ان تساهم في توظيف أكبر عدد من خريجي التعليم العالي وفي تغيير التفكير النمطي عند الباحثين عن وظائف حيث ان مجال الخبرة متاح في ميادين عدة تشمل المهارات الهندسية والفنية والإدارية والتخطيط وحماية البيئة وفقا للمعايير العالمية الحديثة، انها حقا فرصة لا تفوّت للشباب الكويتي الباحث عن وظيفة.

ضمن مخططه في التطهير الطائفي ارتكب النظام البعثي السوري منذ أيام مجزرة في قرية البيضا ذات الأغلبية السنية في بانياس من أجل دفع أهاليها الى مغادرتها في الوقت الذي كان الطيران الإسرائيلي يسرح ويمرح في الأجواء السورية ويقدم على تدمير قافلة عسكرية للنظام السوري كانت في طريقها الى لبنان، وهي المرة الثانية بعد الأولى في شهر يناير الماضي، الأمر الذي يدفعنا الى التساؤل عن سبب عدم تصديه للطيران الإسرائيلي بصواريخ أرض جو أو طائراته الحربية التي تقصف الشعب السوري كل يوم علما بأنه لم يتردد في إسقاط الطائرة الحربية التركية عندما اخترقت مجاله الجوي منذ عدة أشهر!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك