إشعال نار الفتنة بقلم زياد محمد الغامدي
الاقتصاد الآنمايو 9, 2013, 12:55 م 1158 مشاهدات 0
لا يمكن فصل ما يحدث في العوامية من تخريب وشغب وإطلاق للنار بغرض القتل، عن المحاولات الإيرانية للتدخل والتخريب وإشعال الفتنة الطائفية في بلادنا والمنطقة. فملالي إيران وعلى رأسهم خامنئي قرروا إعلان دعم التخريب في دول الخليج العربي على الملأ، ومن خلال خامنئي صاحب أعلى سلطة سياسية ودينية في إيران. وما تصريحه الأخير بأن ''في البحرين أكثرية مظلومة والسلطة تحاول إعطاء الحراك الشعبي طابعاً طائفيا''، سوى إعلان حرب علنية على كل دول الخليج العربي. كما يعتبر تصريحه نقلة نوعية في دعم محاولات زعزعة النظام الداخلي في البحرين، وبالتالي زعزعة أمن دول الخليج العربي كافة. فبعد فشل الخطط الإيرانية في صناعه شبكات للتجسس والتخريب في كل من الكويت والإمارات وفي بلادنا السعودية، أصبح التحريض المباشر سياسة تتبناها دولة ملالي الرذيلة، وبدعوة مباشرة من رأس سلطة الفتنة خامنئي. ومما يندى له الجبين فعلا أن بعض الأصوات من الداخل أصبحت تردد ما يحقق غايات وطموحات ملالي الفتنة، في تشجيع وتأجيج الفتنة الداخلية، بالتصريح المباشر تارة، وبالغمز واللمز تارة أخرى.
فموقع حسن الصفار على الإنترنت فيه من العجب العجاب، سواء خطب الجمعة التي يلقيها، أو تصريحاته في المناسبات المختلفة التي لا يمكن أن تؤخذ على حسن نية أبدا، خصوصا في هذا الوقت الذي يبلغ فيه التدخل الإيراني الأحمق في المنطقة ذروته. فابتداء بتصريح حسن الصفار بأن ''السلطات السياسية تلجأ عادة إلى افتعال وجود المؤامرات أو الكشف عن شبكات تجسس، أنها مجرد فبركة لإشغال الناس وتصفية حسابات مع جهات معينة''، وقوله إن ''الأنظمة السياسية في المنطقة تعمق الانقسام السياسي والاصطفاف الطائفي بين شعوبها، وتصور أي خلاف سياسي باعتباره صراعا مذهبيا''، ومرورا بتصريحه بأن ''الحكومات التي لا تستجيب لتطلعات شعوبها إنما تدفع بشعوبها لتسلك طرقا أخرى لتحقيق تطلعاتها''، ناهيك عن تصريحه بأن ''لا مصلحة للحكومات في الاستمرار في تجبرها وعنادها أمام تطلعات شعوبها، كما أنه لا مصلحة لأي فئة من الشعب في استمرار حالات الاضطراب''، وغيرها.. فعن أي فبركة يتكلم الصفار والأدلة الدامغة على تورط خونة في أعمال للتجسس لصالح إيران من القوة ما يجعل كلامه مردودا عليه جملة وتفصيلا. أما تعميق الانقسام السياسي والاصطفاف الطائفي فهذا عزف ملالي طهران وحدهم، وهم من بدأ بإحياء الخزعبلات التاريخية التي ما أنزل الله بها من سلطان. ثم ما هذه الحكومات المتجبرة التي لا تحقق تطلعات شعوبها؟ فالبحرين فتحت باب الحوار الوطني على مصراعيه لجميع الأطراف والألوان السياسية وبلا تفرقة، ومثلها بقية حكومات دول الخليج العربي التي انتهجت منهج الحوار والمصارحة، والتي دائما ما قدمت لشعوبها الرخاء. نحن لا نقول إن دول الخليج العربي منارات حقوقية، ولكننا نؤكد أن العمل قائم على قدم وساق للتطوير ولمشاركة شعبية أوسع، على الرغم من الأجواء المحيطة بنا، التي تتصف بالتعقيد وبالخطورة والتي تتطلب أعلى درجات الحذر والتمهل. وأنا شخصيا لا أرى حكومة متجبرة على شعبها في المنطقة سوى الحكومة الإيرانية، فإن كان يقصدها حسن الصفار فليعلنها جهارا نهارا وليضع النقاط على الحروف، وبالمثل إن كان يقصد حكومة أخرى فليسمها وليذكر أسبابه في وصمها بالمتجبرة، حتى يتسنى لغيره إثبات عكس ذلك. أما التفوه بجمل عامة في وقت عصيب كوقتنا هذا فمساوئه لا حصر لها. ومثل هذه الجمل والتصريحات وغيرها الكثير سبب وما زال يسبب إراقة دماء الأبرياء في العوامية والقطيف والبحرين وغيرها من دول الخليج العربي - أدام الله أمنها. أما وصف حسن الصفار من يحذر من الفتنة ومن يسلط الضوء على مكامن الخطر بأنهم ''''كتائب الصحافيين والإعلاميين المرتزقة''، فهذا أمر لا يستحق الرد والتعليق عليه لسخافته.
إن التفوه بالتصريحات التي من شأنها تأجيج الفتنة والتي تبرر أعمال التخريب والإجرام، والتي تبرأ من ثبت تورطه في التآمر على وطنه ولحساب دوله، تصرح ليل نهار بعدائها لنا في السعودية بصفة خاصة ولدول الخليج العربي بصفة عامة، أقول إن التفوه بمثل هذه التصريحات عمل مفتن ومخرب ومثير للفتنة ومحرض عليها. والأجدر بمن يتفوه بمثل هذه التصريحات أن يقول خيرا أو ليصمت كما أمر نبي الرحمة والهدى. فكفى دماء أبرياء سالت، وكفى أموال عامة سلبت وخربت، وكفى لعب بعواطف المغرر بهم لدفعهم لتحقيق طموح شخصي، وكفى تعطيل لعجلة التنمية، وكفى افتراق وتناحر.
تعليقات