فلاح بن جامع مهاجما المعارضة :

محليات وبرلمان

الحكومة المنتخبة والامارة الدستورية هدفها قلب نظام الحكم، و بعض الشباب مغرر بهم بالمظاهرات

7638 مشاهدات 0

فلاح بن جامع

فيما رأى أمير قبيلة العوازم فلاح بن جامع أن مطالب المعارضة انحرفت عن مسارها واتضحت الصورة في أبعادها لتتحول من مطالب وحقوق إلى قلب نظام الدولة، أكد أن بالإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة إذا أقرت فسيكون على الكويت السلام، معربا عن خشيته الكبيرة لمساعي البعض واستغلال الشباب وزجهم إلى الشارع بهدف تحقيق هذه المآرب.

ودعا بن جامع في لقاء مع «النهار» أبناء قبيلة العوازم تحديد موقفهم من هذا التوجه، مشددا على أهمية أن يكون موقفهم الموقف الواحد ضد المطالبة بالإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة لانه على يقين بأن هذا التوجه انقلاب على الدولة.

ورفض بن جامع المطالبة بإقرار الأحزاب السياسية باعتبار أن أعمالها ستكون غير طيبة وتعود عكسيا على مصالح الشعب الكويتي، مؤكدا أنه لا يخشاها وسيكون بها في مأمن بالاتفاق مع الفئات الأخرى، إلا أنه يكرهها فبإقرارها على فئات الشعب الأخرى السلام.

ووصف الشباب بأصحاب الثورة الشبابية السريعة لاي حركة توجد بمجرد إثارة القضايا تحت مظلة الإصلاح «تعالوا نضغط على الحكومة لترضخ لمطالبنا» دون الوعي الكامل والدراية ما لأبعاد التحركات السياسية وغرض الذين يدعون إليها وتنظيم المظاهرات، موضحا أنه بخروج تنظيم الندوات عن القانون وفي وقتها فترة المرحلة الانتخابية أصبح تسييس الشوارع حتى وصل للطالب وربة المنزل.

إلى ذلك، أعرب بن جامع عن استيائه لتجاهل قبيلة العوازم في المناصب القيادية على الرغم من مواقفها المشرفة وخوضها الحروب في المقدمة منذ 300 سنة وانها تمتلك نحو 2000 أكاديمي من ذوي الكفاءة، رافضا ظلمها في عدم تسجيل مدرسة واحدة أو شارع باسم شخص من قبيلة العوازم، وفيما يلي نص اللقاء:

من المهد إلى اللحد

في البداية، ما قراءة أمير قبيلة العوازم فلاح بن جامع السياسية في الساحة المحلية؟

كنا في عاصفة في الوقت الأخير، والنقيض هنا الذي يضيق الصدر ويحزن المواطن الكويتي التنديد بالربيع العربي على ما شهدته الساحة السياسية في الكويت مؤخرا، نعم هناك أخطاء وتظهر لها معارضة ولكن نتوقف بجدية وطنية حقيقية عندما يندد البعض بأن الربيع العربي قادم للكويت، نحن نأسف بما يحدث في تونس وليبيا وسورية ومصر ولكن يجب ألا تقارن الكويت بهذه الدول، فشعوب تلك الدول مظلومة والرجل منهم حينما يخرج من التجنيد لم يضمن السكن والعمل والعلاج كما يتمتع به المواطن الكويتي، فهي شعوب طرحت حكامها قبل ما يقارب السبعين عاما وتعاني الظلم، أما الكويت فقد ضمنت الحياة الكريمة لجميع المواطنين من المهد إلى اللحد، وهذا رد صريح على كل من يندد بالربيع العربي فليس هناك حكم عادل وحياة كريمة كما نتمتع نحن فيها في الكويت بلد الخير والأمان وبلد الحرية المكفولة والحكام العادلين.

المحرك الأصلي

ما رأيك في الحراك الشبابي؟

الشباب دائما لديهم ثورة شبابية سريعة لاي حركة توجد، فمجرد إثارة أي قضية ما أو مشروع لتغيير في المجال السياسي مثلا نحو مجلس قوي أو اقرار قانون، فتجد الشاب سرعان ما يندفع للتفاعل مع هذه القضايا في أي أسلوب يتخذه مثيروها، باعتبار أن الشباب هم المحركون الأصليون الذي يستند عليه من لديهم أغراض سياسية في تفعيل قضاياهم سواء كانت عن طريق المظاهرات أو ما شابهها، وذلك دون وعي الشباب بمدى انعكاسات تحركاتهم عليهم، حيث تجدهم في النهاية هم من يكونون الضحية.

ونلاحظ دائما بمختلف دول العالم أن الشباب هم من يقومون بالتحركات القاصدة للاصلاح ونحو الأفضل، ولكن في النهاية تجد من يستلمها رجال السياسة، وحينها تكون النتيجة ندم من «صفق» من الشباب لأمور لم يحسب لها أي حساب، فالهدم سهل ولكن البناء صعب، ومن السهولة جدا استفزاز الشباب المعنون «تعالوا نضغط على الحكومة لترضخ لمطالبنا» وبالتالي يقوم الشباب بتنظيم المظاهرات باعتبار أن القصد من هذه التحركات تحقيق المطالب والاصلاح وهم يجهلون ما الأهداف الرئيسة من ورائها والتبعات وما هو الثمن المدفوع بعد ذلك.

قلب نظام الحكم

كيف تقرأ مطالب المعارضة؟

مطالب المعارضة تغيرت من مطالب حقوق وتغيير نظام الانتخابات إلى قلب نظام الدولة، فما وصل إليه الوضع الحالي المطالبة بالامارة الدستورية وحكومة شعبية منتخبة، وإن تحقق ذلك فعلى الدولة السلام، فمعنى ذلك سيأتي حاكم جديد ونظام جديد، كما هو حاصل في البلدان الأخرى، وهو الأمر الذي نخشاه، وعليه أطالب هنا أبناء العوازم أنفسهم بتحديد موقفهم وتوضيحه بشكل واضح جدا بهاتين النقطتين لاسيما مؤيدي المعارضة.

تحديد الموقف

في أي جانب تقصد يوضحون أنفسهم؟

أن يقول الفرد منهم بصريح العبارة أنا مع الامارة الدستورية والحكومة المنتخبة، أو أنه مع مطالبات حقوق الشعب وضد الامارة الدستورية والحكومة المنتخبة.

ما رأيك؟

معارض بشدة للمطالبة على الامارة الدستورية والحكومة المنتخبة وأدعو أبنائي من قبيلة العوازم إلى الموقف الواحد ضد الامارة الدستورية والحكومة المنتخبة، لان لدي يقيناً بأن هذا انقلاب على نظام الحكم دون أي شك، فليس من الحكمة إزاحة حكم عمره 300 عام بحكومة منتخبة وليس من المقبول القضاء على 16 وزيراً هم من الأسرة الحاكمة ومن الشعب والعائلات الكريمة والتجار والقبائل واستبدلهم بوزراء آخرين من اخوان المسلمين أو غيرهم حتى يبقى الناس تحت رحمة هذا الحزب أو ذاك الحزب، فإلى أين نحن سائرون وعلى أي أساس نحن نسير.

لم أقرأ الفنجان

هل تعتقد بوجود أجندة لقلب نظام الحكم؟

أنا لا أعتقد ولكني أسمع ولا أحكم بالغيب ولا من قراءة الفنجان، أسمع كما يسمع الغير.

انحراف المسار

كيف تفسر الأسباب الدافعة للتحركات الشبابية؟

التحركات في البداية كانت على أساس حل مجلس الأمة دون سبب، ومن ثم إصدار مرسوم الضرورة بالصوت الواحد، لكن في الأخير المساعي انحرفت عن المسار، لتتغير المطالب وتصل للمطالبة بالإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة وعلى ألا يكون رئيس مجلس الوزراء من الأسرة الحاكمة.

وهذا الأمر يدحض الدعوات التي يدعون إليها، يعني ذلك منذ البداية كانت النوايا غير سليمة حيث كان المبرر أن الدستور الكويتي لم يشترط أن يكون رئيس مجلس الوزراء من الأسرة الحاكمة، وهنا أجدد تأكيدي أنه من حق صاحب السمو أمير البلاد المطلق باختيار من يرغب بأن يكون رئيس مجلس الوزراء بأي انسان يكون، ولا يجوز للمعارض أن يجرد هذا الحق من سمو الأمير، وشرط لا يمكن أن يصبح رئيس وزراء من الأسرة الحاكمة غير منطقي، والسؤال هنا، هل الشعب الكويتي يقبل هذا الأمر؟.

ظلم العوازم

بالنسبة لك كأمير قبيلة العوازم؟

بالنسبة لي كأمير عرب أرفض هذا الأمر وقلت سابقا إني مع الشعب في المطالبة للتصدي للفساد والمطالبة باقرار قوانين الدولة نحو الاصلاح ولكني لست مع الامارة الدستورية والحكومة المنتخبة وفرض منصب مجلس الوزراء بهذه الطريقة، لان هذا الأمر يجر إلى ويلات وفي الأخير تصعب الأمور على المواطنين ليبقوا تحت رحمة أناس معينيين، وأنا لست مستعدا لأضحي بقبيلة أو حتى بفرد لخاطر عشرة أشخاص بعضهم من يبحث منهم عن منصب رئيس مجلس أمة وآخر عن سمعة وغيرهما لمن يريد الانتقام من يعتبره عدوا له، وإن كان الامر هكذا فسيكون لي موقف، وقلت في السابق إذا تعدى الأمر الأسرة الحاكمة معنى ذلك اني سأتعامل مع الشيطان الأحمر، فليس من المعقول السماح لأي كان أن يجعلني جسرا ويتولى الأمور ويقول في النهاية يجب أن نخضع للأمر الواقع، حيث تأتي مثلا حركة حدس أو الإخوان المسلمين أو التكتل الشعبي ويقولون يجب الرضوخ لنا، فهذا الامر غير مقبول بتاتا ولا اعتقد أن الشعب الكويتي يقتنع بهذا الشيء.

الطالب وربة البيت

بوجهة نظرك، ما أبعاد التحركات السياسية في الساحة المحلية الأخيرة وآثارها على الشارع؟

بالتحركات الأخيرة توسعت البقعة ومن خلالها استغل أصحابها تسييس الشارع، وأذكر في عام 2010 خلال لقائنا سمو الأمير أني ذكرت هذا الأمر بأنه تم تسييس الشارع حتى وصل الأمر إلى ربات البيوت وطلبة المدارس، فلم يكن من المفروض وفق القانون تنظيم الندوات والتطرق لما يحدث في البلد من أمور سياسية تسببت في تسييس الشارع، وكان يجب عدم السماح لتنظيم هذه الندوات وحصر وقتها في فترة الانتخابات لمنح المرشحين شرح برامجهم الانتخابية، فالأمر بات لا يحتمل فاصبح الموقف موقف مصير وموقف بلد، نحن لسنا ضد الشعب الكويتي ولا المعارضة ولا ضد الفئات الأخرى، لكن نحن ضد قلب نظام الدولة التي باتت مؤشراتها بكل وضوح وعيني عينك.

ما المطلوب لردع هذا الأمر؟

معكم معكم ثلاثة أثلاث

قسم أمير العوازم الشباب إلى ثلاثة أثلاث، الثلث الأول يبحث عن الأصوات لأهداف وأغراض انتخابية والثلث الثاني يطالب بالحقوق المستحقة للمواطنين وتجنيس البدون، أما الثلث الأخير فمغرر بهم وكل يسير خلف النائب الذي يقتنع به وشعارهم «معكم معكم» حتى وإن أخطأ النائب.

الحسابات الألف ضد قلب النظام

بينما ذكر بن جامع أن مواقف النواب مختلفة فمنهم من له مواقف مشرفة وإصلاحية ووقع عليهم ظلم بحل المجلس وغيرهم لا تسجل لهم مواقف شريفة، أعرب عن رفضه المطلق مطالبة البعض منهم بالإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة وتحديد رئيس مجلس الوزراء القادم من الشعب وأن يكون هذا الرجل، مشيرا إلى أن هذا الأمر يثير الحسابات الألف ويكون لنا رأي ضد نوايا المعارضة التي تسعى إلى قلب نظام الحكم، فنحن ندعم المعارضة الشريفة التي تطلب الصالح ولكن لا يجوز أن نؤيد من ينوي قلب نظام الدولة، فليس من المعقول نكون جسوراً لإيصال أناس إلى مبتغاهم ونبقى تحت رحمتهم.

إثارة الشباب للتحرك السياسي

قال بن جامع ان الأخطاء تحصل في البلد والله سبحانه تعالي يقول كل عبادي خطاؤون وخير الخطائين التوابون، ويمكن يحصل هذا الأمر الذي تستغله المعارضة في إثارة مشاعر الشباب الذين هم أساس نجاح الحراك السياسي.

الآن : النهار

تعليقات

اكتب تعليقك