الأوضاع الحالية تؤكد تربص الخطر الإيراني بالخليج.. مساعد الظفيري منبهاً

زاوية الكتاب

كتب 2057 مشاهدات 0


الكويتية

هل زالت الغشاوة؟

مساعد الظفيري

 

المتلاعبون بالعقول مازالوا يمارسون التضليل، ويصنعون من العدو صديقاً ومن الصديق عدواً، يحاولون تشتيت الانتباه وفقدان التركيز، شغلهم الشاغل في هذا الوقت صرف الأنظار عن الخطر الداهم والعدو الماثل الذي يتربص بنا الدوائر، فعندما أعلن عن وجود خلايا نائمة للحرس الثوري بالكويت، واكتشف رجال الجمارك 200 ألف بدلة عسكرية للحرس الثوري الإيراني تم إخفاؤها في باخرة قادمة من إيران لإدخالها الكويت، لم نسمع بعدها بنتائج تحقيقات، ومن وراء هذه البدل العسكرية التي تم جلبها من إيران؟! وعندها هاجوا وماجوا للتغطية على التحقيقات، ثم طالعتنا الصحف بعدها بخبر مفاده أن مباحث العاصمة أتاها بلاغ من مواطن بوجود كمية كبيرة من الرتب العسكرية في حاوية قمامة بمنطقة «شرق»، وعندما وصل رجال المباحث وأحصوها تبين لهم أن عددها يتجاوز الـ 3000 رتبة وأغلبها لضباط، وتوالت الأحداث، وبعد أن تم كشف شبكة تجسس إيرانية راحوا يثيرون الغبار في كل اتجاه، محاولين محو ذاكرة التاريخ القديم والحديث، الذي من معالمه التدبير والتورط في تفجير موكب الأمير الراحل الشيخ جابر يرحمه الله.
ليس هذا فحسب بل حاول بعضهم الاستخفاف بعقول المواطنين، فراح يصور الشقيقة الكبرى السعودية أنها أخطر على الكويت من إيران! وكأنه يحاول أن يقنعنا بأن من في ساحات الحرم المكي هم من يصبون علينا اللعنات وليس غيرهم!
إنه حقا منطق السفهاء الأغبياء، وإنها الغشاوة التي أعمت الأبصار، وطُبعت على القلوب، وصُمت بها الآذان! فمن يتناسى سجلهم الحافل بالمؤامرات ومحاولة اختراق أمن دول الخليج دون استثناء، هو مصاب حقاً بالغشاوة، فمن ينسى:
- احتلال إيران لثلاث جزر إماراتية، ومحاولات تزييف التاريخ بتغيير اسم الخليج العربي إلى الفارسي.
- محاولات خطف البحرين وانتزاعها من عباءتها الخليجية.
- أحداث العنف في القطيف ونبأ خلية التجسس التي أعلنت السعودية عن ضبطها قبل شهور.
- ومن يستطيع أن يغض الطرف عن حكم محكمة التمييز الكويتية الأخير بتخفيف الإعدام بالمؤبد على أربعة إيرانيين بتهمة التجسس لمصلحة إيران، وما كشفته حيثيات الحكم من التدبير لتفجير أنابيب البترول وغيرها، ومن رصدهم لأسماء الضباط والأجهزة الأمنية الكويتية!
من يتناسى كل هذا وغيره يريد لنا أن نعيش في حالة من الضبابية، ليخفي وراءها حقيقة مؤكدة وهي تورط النظام السياسي لطهران باختراق أمننا الخليجي، وأنه لم ولن يكف عن ذلك حتى يبسط سيطرته على الخليج، كما يفعل الآن في العراق وسوريا.
وليعلم الجميع بأن هذه الأوضاع هي إرهاصات مماثلة بل قد تكون أشد شبها للفترة التي سبقت الغزو العراقي، وما سبقه من عمليات تجسس واختراق، وغشاوة أعمت الأبصار والبصائر وانتهت بغزو غاشم بكل ضراوة ووحشية!
وفي ظل هذه المعطيات والوقائع التي تؤكد تربص الخطر الإيراني بدول الخليج، نتساءل هل تنعكس تلك المعطيات على توجهاتنا الأمنية؟ فيلتفت المسؤولون لمكامن الخطر الحقيقي بدلا من البحث عن عدو وهمي من أبناء الوطن الشرفاء والمخلصين بفعل التحريض والخداع والتضليل الذي يمارسه المتلاعبون بالعقول، الذين لا يعون حقيقة قررتها السنن الإلهية لأخذ العظة والاعتبار، وهي «إن ربك لبالمرصاد»، فلن يفلت أحد ممن أساء وأجرم وظلم وضلل وبغى من عقابه، وسيأتي اليوم وتدور عليه الدوائر، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
...
إلى الزميل الدكتور صلاح الفضلي:
أشكر اهتمامك بما أكتب، ففي مدة لا تتجاوز شهرين أفردت للرد على ما أكتب مقالين، وهذا حرص واهتمام ومتابعة أشكرك عليها.
ويستوقفني فيما كتبت قيامك بدور المحامي والدفاع عن كل ما يتعلق بإيران وعن النظام السوري، مع الخلط (المتعمد) وعدم التفريق بين المذهب الشيعي، ونقد ممارسات وتجاوزات الأنظمة السياسية أيا كان مذهبها.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك