ما يجري في سورية حرب تُشن بأسلوب القرون الوسطى.. بنظر الفليج
زاوية الكتابكتب مايو 10, 2013, 12:46 ص 822 مشاهدات 0
الوطن
آن الآوان / ذكرى الإبادة الصربية للمسلمين
د. عصام عبد اللطيف الفليج
نعيش هذه الأيام الذكرى العشرين لحرب الابادة الصربية تجاه مسلمي البوسنة، التي استشهد فيها أكثر من 300 ألف مسلم، واغتصبت فيها أكثر من 60 ألف امرأة وطفلة، وهجّر منها أكثر من مليون ونصف مليون انسان!! وجميع الضحايا مسلمون، وجميع المجرمون صربيون، والأرقام رسمية في مختلف الهيئات الانسانية ذات الارتباط.
لقد استمر القصف الصربي نحو 4 سنوات هدم فيها أكثر من 800 مسجد، بعضها يعود بناؤها الى القرن السادس عشر الميلادي، وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية.ووضع الصرب آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال وعذبوهم وجوعوهم حتى أصبحوا هياكل عظمية، ولما سئل قائد صربي: لماذا؟ قال: انهم لا يأكلون الخنزير!.
وكانت الجريمة الأشهر للصرب في سربرنيتشا، حيث حاصروها سنتين.. لم يتوقف القصف خلالها لحظة، كما كانوا يصادرون جزءاً كبيراً من المساعدات التي تصل الى البلدة، وكل ذلك تحت مرأى القوات الدولية، وأشهر الأحداث ضغط الكتيبة الهولندية التي تحمي المسلمين على تسليمهم أسلحتهم مقابل الأمان، ثم انسحبوا وتركوهم لقمة سائغة للصرب، بين التعذيب والقتل والاغتصاب، وأقر بذلك قائد القوات الهولندية الذي جاء في ذكرى الابادة الى البوسنة سيرا على الأقدام نادما ومقرا بما جرى، وذكرت ذلك في مقال سابق قبل عدة سنوات، وكان سقوطها في آخر يوليو 1995م كما أشارت أ.بيان الطنطاوي الى بعض التفاصيل في مقالها، وكل ما ذكرته منشور في المواقع الالكترونية والمقالات والأبحاث، ولكننا غفلنا عنها والتهينا بغيرها.
عشرون عاما مضت على مذبحة البوسنة على أيدي الصرب، ويريد المجرم بشار اليوم ان يكررها بمذبحة أهل الشام، لسببين.. لأنهم مسلمون وعرب، بعكس العلويين الذين هم من أصول أعجمية وغير مسلمين، فعدد القتلى السوريين ناهز المائة ألف شهيد، كلهم مسلمون، وعدد الجرحى تجاوز النصف مليون، كلهم مسلمون، وعدد المشردين تجاوز خمسة الملايين، معظمهم مسلمون، فهل وصلت الرسالة؟!.
انها بوسنة أخرى، وأفغانستان أخرى، وعراق أخرى، وايران أخرى، فالقتلى كلهم مسلمون، ولكنها هذه المرة في أرض الشام.وقد وصفت صحيفة بريطانية ابادة المسلمين في البوسنة بهذه العبارة: «حرب في القرن العشرين تُشن بأسلوب القرون الوسطى»، وما يجري في سورية «حرب بالوكالة في القرن الواحد والعشرين تُشن بأسلوب القرون الوسطى»!.
فهل من مشاعر تتحرك لانقاذ ما يمكن انقاذه؟!
***
فقدت الكويت أحد رجالاتها المخلصين وهو د.محمد العفاسي رحمه الله نائب رئيس الوزراء السابق، والذي عرف بدماثة الأخلاق والتواضع والابتسامة الدائمة، وحوبة تطاول بعض النواب عليه في ذمتهم الى يوم القيامة.ولكن الناس لا ترمي الا الأشجار المثمرة، فالى جنة الخلد، وأسأل الله لك المغفرة والرحمة.
وخالص العزاء لأسرته الكريمة.
***
قال أحد الصالحين: «من جزاء المعصية ان تتعسر اللذة». قيل: وكيف تتعسر اللذة؟ قال: «لا ينال شهوة حلالا، الا جاءه ما ينغصه عليها».
وقال الداراني: «ترك شهوة من الشهوات أنفع للقلب من صيام سنة وقيامها».
تعليقات