الصبر مفتاح لأبواب الجنان

محليات وبرلمان

2740 مشاهدات 0


قال الله تعالى في كتابه العزيز (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) سورة الكهف.

ان ما يتميز به العبد المسلم عن باقي البشرية لحظة وقوع المصيبة عليه اما أن يكون شاكرا صابرا لله أو من تسخطا غاضبا على الحدث، وطبيعة الحياة البشرية هي مزيج بين السعادة والشقاء والفرح والترح، والراحة يقابلها الألم والتعب، والاجتماع يعقبه فراق وهذه هي دوامة الحياة تصبح سعيدا وتمسي حزينا، لذا فالصبر هو مفتاح هذا الامر.

والصبر بمعناه اللغوي هو حبس النفس، واصطلاحا هو حبس النفس على فعل اي شي لوجه الله حيث قال في سورة الرعد (وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)).

وتعريف انواع الصبر هي الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى والصبر على معصية الله وصبر على القدر خيره وشره، لهذا فان خير ما يوجه به العبد المسلم ربه سبحانه وتعالى حين وقوع البلاء ان يقابله بالصبر وان لا يفعل ما لا يحسن عقباه، وان يتجلد ويتصبر على ما تكتبه الله عليه، ولا يخفينا ان المسلم إذا احبه الله سبحانه وتعالى ابتلاه،  ففي الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ' إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط ' وكما هو معروف ان أهل الإيمان هم أشد الناس بالبتلاء حيث قال سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) وقال ايضا سبحانه وتعالى في سورة البقرة (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).

ما هو جزاء الصبر:

فأحاديث الجزاء كثيرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) رواه البخاري، وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إن الله قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) رواه البخاري، فالجزاء بأذن الله هو الجنة.

ولنا في القصص عبرة، فبصبر تضرب الأمثال، وخير مثال الأنبياء عليهم السلام، ولا يخفى علينا صبر نبينا أيوب عليه السلام، حيث ذكر صبره بالقرآن الكريم، فكان النبي ايوب عليه السلام كثير المال والأولاد، فبتلاه الله سبحانه وتعالى بمرض في الجلد حتى نفره منه قومه وصحبه، وجعلوه خارج المدينة، وجاء في الأثر ان امرأة النبي ايوب عليه السلام طلبت منه ان يدعو الله سبحانه وتعالى بان يرفع عنه البلاء، فقال أيوب لقد عشت سبعين سنة صحيحا، فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة.

وبعد الصبر والبلاء دعا نبينا ايوب قائلا : فقال في سورة الأنبياء (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) وبعد الصبر الطويل والاختبار من الله العلي القدير كشف عنه السوء.

اللهم اجعلنا من الصابرين المتقين، وان ترحمنا برحمتك يا ارحم الرحمين

الآن - تقرير - خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك